السبت، 17 يونيو 2017

الصف الثاني الثانوي التصوص 2016/2017












سلسلة التميز للصف الثاني الثانوي
التصوص 2016/2017
الاستاذ أحمد فتحي
01006684438
https://www.facebook.com/basm.fathy.5
الحساب الشخصي (face book)
https://www.facebook.com/ahmedfathyseslataltameoz/
رابط صفحة الأستاذ . أحمد فتحي
https://www.facebook.com/groups/1146850068738990/
جروب مذكرات وملازم الأستاذ / أحمد فتحي
                            ا                                                 
تجارب الحياة لزُهير بن أبي سُلمى

التعريف بالشاعر : (? - 13 ق . هـ / ? - 6 .9 م)

زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني ، من مُضَر . حكيم الشعراء في الجاهلية إمام من أئمة الأدب الجاهلي .

كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره : كان أبوه شاعراً ، وخاله شاعراً ، وأخته سلمى شاعرة ، وابناه كعب وبجير شاعرين ، وأخته الخنساء شاعرة . ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) ، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام .

قيل : كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات) ، أشهر شعره معلقته التي مطلعها :

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ *** بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ

تمهيد :

إن طول عمر الإنسان إن كان حصيفاً (جيد الرأي ، حكيماً) ذا فطنة وعلم يكسبه خبرة بالحياة والأحياء ، كان زهير كذلك ، فقد نشأ نشأة ثقافية فريدة ، وأصبح من كبار شعراء الجاهلية ، عاش طويلاً ، وخبر الحياة ، والنص يكشف تلك التجارب من خلال الحكم التي لا تصدر إلا عن حكيم مجرب فاهم لطبيعة الحياة .

س1 : ما المناسبة التي قيلت فيها هذه القصيدة ؟

جـ : المناسبة : استمرت الحرب أربعين سنة بين عبس وذبيان بسبب داحس والغبراء ، وكثر القتلى حتى تبرع رجلان كريمان هما الهرم بن سنان والحارث بن عوف بديات القتلى ؛ حقناً للدماء فأعجب زهير بموقفهما فقال هذه المعلقة الرائعة

س2 : ما القيم التي يعكسها هذا النص لعصر ما قبل الإسلام ؟ أو النص مرآة صادقة لعصره . وضح .

جـ : يعكس هذا النص بعض القيم الإيجابية التي عرفها العرب في ذلك مثل الكرم والشجاعة وحب الآخرين ، كما يعكس صعوبة الحياة في ذلك العصر حيث المعاناة في سبيل العيش.

الأبيات : " تعب كلها الحياة "

1 - سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش *** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـأَمِ

2 - وَأَعـلَمُ عِـلمَ اليَومِ وَالأَمــــسِ قَبلَهُ *** وَلَكِنَّني عَن عِـلمِ ما في غَدٍ عَمِ

اللغويات :

سئمت : مللت × اشتقت ، شغفت - تكاليف : مشقات ، شدائد ، أعباء م تكلفة - الحياة : العيش ، البقاء ج الحيوات - حولا : عاماً ج أحوال - لا أبا لك : تعبير يراد به التنبيه والإعلام ، وحدك ، وقد يحمل معنى المدح أي لا كافل لك إلا نفسك َفلا أب يقوّيكَ - يسأم : يمل ، يضيق × يشتاق ، يهفو - أعلم : أعرف × أجهل - اليوم : أي الحاضر - الأمس : البارحة ، والمقصود : الماضي × الغد ج أمُوس ، آمُس ، آماس - غد : أي المستقبل ، مادتها : (غدو) - عمي : أي جاهل × عالم ، عارف ، مطلع ، بصير

الشـرح :

يتحدث الشاعر عن تجربته وخبرته في الحياة قائلاً :

1 - لقد مللت مشاق الحياة وشدائدها وتعبها ، ومن عمّر وعاش ثمانين سنة ملَّ الكبر والبقاء في هذه الدنيا لا محالة .

2 - وقد يحيط علمي بما رأيته وعايشته في الماضي وما أراه وأعايشه في وقتي الحاضر ، أما المستقبل فإنه محجوب عني فكأني بالنسبة له كالأعمى الذي لا يبصر ما أمامه فلا يعلم الغيب إلا الله .

س1 : ما الذي ملّه الشاعر ؟ ولماذا ؟ أو ما سبب ملل وسئم الشاعر ؟ ولماذا ؟

جـ : مل الشاعر الحياة الطويلة . - لأنها مليئة بالمتاعب والمشاق والمطالب الكثيرة .

س2 : ما الذي يجهله الشاعر ؟

جـ : يجهل المستقبل ؛ فلا يعلم الغيب إلا الله .

التذوق :

(سئمت تكاليف الحياة) : كناية عن شدة الضيق والملل والمعاناة من الحياة.

(تكاليف الحياة) : س / م ، حيث صور الحياة بإنسان يكلف ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بمدى التعب والملل والمعاناة عند الشيخ الكبير .

(تكاليف) : جمع يدل على كثرة الشدائد والمشاق التي تحيط بالإنسان طوال عمره وترهقه.

(سئمت تكاليف الحياة) : أسلوب خبري للتقرير أي تقرير ضجر وملل الشيخ الكبير من طول الحياة .

(وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً) : كناية عن كبر السن ، وتعليل لما قبلها (إطناب بالتعليل) ، وأسلوب شرط للتقرير .

(لا أَبا لَكَ) : أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه : المدح أو الدعاء.. الدعاء لاستمالة السامع ، وجملة إطناب بالاعتراض : للتنبيه

(يسأم) : نتيجة للشرط (يعش ثمانين حولاً)، فنتيجة طول الحياة الشعور بالضيق والسأم .

(سئمت - يسأم) : إطناب بالتكرار ؛ لتأكيد المعنى أي الملل من الحياة الطويلة .

في البيت الأول التفات بالانتقال من ضمير المتكلم (سئمتُ أنا) إلى ضمير الغائب (يعش هو) ، وهو يحرك الذهن ، ويثير الانتباه .

(علم اليوم / علم الأمس / غد) : علم اليوم كناية عن الحاضر ، وعلم الأمس كناية عن الماضي ، وغد كناية عن المستقبل .

(اليوم / الأمس / غد) : مجاز مرسل عن الحاضر والماضي والمستقبل علاقته : الجزئية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز

(أعلم - عم / اليوم - الأمس/ الأمس - غد) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(قبله بعد الأمس) : قبله كلمة متكلفة (حشو) ؛ لأنها لا تضيف جديداً للمعنى بعد قوله (الأمس) .

(لكنني) : استدراك منعاً للفهم الخاطئ .

(عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمِ) : كناية عن جهل وعجزه عن معرفة المستقبل . بين شطري البيت الثاني : محسن بديعي / مقابلة توضح المعنى وتقويه وتبرزه بالتضاد .

الأبيات : " حكم صائبة "

3 - وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ *** يَفِرْهُ وَ مَن لا يَتَّقِ الشَّتمَ يُشـتَمِ

4 - وَ مَن يَكُ ذا فَضـلٍ فَيَبخَـل بِفَـضــلِهِ *** عَلى قَومِهِ يُســتَغنَ عَنهُ وَ يُذمَمِ

5 - وَمَن هـابَ أَســــــــبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ *** وَ إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّــــماءِ بِسُلَّمِ

6 - وَمنْ يَجْــعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ *** يَكُنْ حَــــمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَم

7 - وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ عَدُوّاً صَديقَهُ *** وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَــــهُ لا يُكَـــرَّمِ

اللغويات :

يجعل : يضع ، يصنع ، يفعل ، يصيّر × ينزع - المعروف : الإحسان ، الخير ، الفضل ، الجميل ، الصنيعة × المنكر - عرضه : شرفه ج أعراض - يفره : يصونه ، يحميه ، يحفظه × يبدده ، يضيّعه - يتق : يتجنب ، يتحاشى × يواجه - الشتم : السب × المدح - يك : يكن ، يصبح - ذا : صاحب ج ذوو - فضل : خير وزيادة × نقصان ج فضول ، أفضال - يبخل : يضن ، يقتر ، يشح ، تجمد يده عن العطاء × يجود ، يسخو - يستغن : يتخلى عنه ، يتجنب × يحتاج إليه - يذمم : يعاب × يمدح - هاب : خاف ، حذر × أمن - أسباب : عوامل ، طرق - المنايا : الموت م المنية - ينلنه : يحصلن عليه ، والمقصود : يصبنه - يرق : يصعد × يهبط - أسباب السماء : أي الصعود والارتقاء إليها - سلم : وسيلة للصعود والهبوط ج سلالم و سلاليم - أهله : أي المستحقين له ج أهاليه - حمده : شكره × جحوده ، ذمه - ذما : هجاء ، قدحاً × مدحاً ، ثناء - يندم : يأسف ، يتحسر × يفرح - يغترب : يبتعد عن وطنه ، يفارق × يلازم ويقيم - يحسب : يظن × يتأكد - عدواً : خصماً ج أعداء ، عدى ج ج أعادي - يكرم : يصون ويحفظ ، ينزه × يهين - نفسه : ج نفوس ، أنفس .

س1 : حدد الفرق بين الفضل والعدل .

جـ : - الفضل : هو الإحسان بلا علة ، أو هو الزيادة في خصلة من خصال الخير

- العدل : هو الإنصاف أو هو إعطاء كل ذي حق ما يساوي حقه دون زيادة أو نقصان .

الشـرح :

3 - فمن بذل معروفه وإحسانه للآخرين ، فقد صان عرضه وشرفه ، ومن بخل بالخير والمعروف تعرض للذم والشتم من الناس .

4 - ومن كان ذا فضل ومال ، فبخل به ومنعه عن الناس ، فإنهم يستغنون عنه ويذمونه بسبب بخله هذا .

5 - أما من خاف الموت ، فحتما سيناله ، ولم يفد خوفه نفعاً ، ولو أراد الصعود إلى السماء فراراً منه فلا مفر أو مهرب من الموت .

(لا يغني الحذر من القدر . دلل من خلال فهمك للبيت الخامس) - (في البيت الخامس مبدأ إسلامي يجب الإيمان به . وضحه .)

6 - ومن أحسن إلى من لم يكن أهلاً للإحسان إليه والامتنان عليه لم يشكره ويمدح خيره عليه ، بل جحد فضله ، وعندئذ يندم المحسن على ما قدم من إحسان لمن لا يستحقه . [نقد : تعد نظرة الشاعر في البيت السابق إلى المعروف نظرة جاهلية لا تتفق مع قيم الإسلام التي تطالبنا بفعل الخير دون انتظار الجزاء الدنيوي قال تعالى : " إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " (الكهف من الآية30)]

7 - من سافر واغترب عن وطنه قد يغتر بالناس ويحسب الأعداء أصدقاء ؛ لأنه لم يجربهم ، كما أن من لا يحافظ على كرامته بتجنب الدنايا والبعد عن الصغائر لم يكرمه الناس بل وسمح لغيره أن يذله ويستصغر شأنه .

س1 : اعتمد الشاعر في الأبيات السابقة على المقدمات والنتائج لتوضيح حِكمه . اشرح مع التمثيل . [أجب بنفسك] .

س2 : ما الحِكم التي اشتملت عليها الأبيات السابقة ؟ أو ما القيم الإيجابية التي اشتملت عليها الأبيات السابقة ؟ [أجب بنفسك].

التذوق :

(ومن يجعل المعروف من دون عرضه) : س / م ، حيث صور العرض بشيء مادي يُحمى ، وصور المعروف بحاجز أو درع يحمي العرض ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي الصورة بأثر المعروف الطيب في حماية الإنسان .

(يفره) : س / م ، صور العرض بشيء مادي يوفر ، وسر جمال الصورة : التجسيم . و(يفره) : نتيجة لما قبلها .

(يتق الشتم) : س / م ، يصور الشتم بإنسان يتقيه ويتحاشاه الناس ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(ومن لا يتق الشتم يشتم) : تعليل لما قبله وأسلوب شرط يفيد التأكيد على حدوث الجواب (يشتم) إن تحقق الشرط (لا يتق الشتم) .

(يُشتم) : نتيجة لما قبلها ، وإيجاز بحذف الفاعل عن طريق بناء الفعل للمجهول.

(وَمَن يَكُ ذا فضل فيبخل .. يستغن عنه) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (يستغن عنه) إن تحقق الشرط (يَكُ ذا فضل فيبخل) ، وفضل جاءت نكرة للتعظيم .

(يَكُ) : إيجاز بحذف حرف النون ، وأصلها (يكن) .

(ذا فضل - يبخل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(يبخل بفضله) : س / م ، حيث صور الفضل بمال يبخل به ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بأهمية العطاء في العلاقات الإنسانية ، ويجوز أن تكون الصورة كناية عن سوء الطبع ، والبيت حكمة صادقة .

(على قومه) : الإضافة تفيد التخصيص ، وهذا يدل على سوء طبعه وحقارته ؛ فبخله على أقرب الناس إليه .

(يستغن عنه ويذمم) : نتيجة لما قبلها ، والعطف يدل على تنوع ردود الناس السلبية تجاه الإنسان البخيل ، وللدلالة على قبح ما قام به.

(يستغن عنه ويذمم) : كناية عن الكراهية والنفور من البخيل ، وسر جمالها: الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(هاب أسباب المنايا) : س / م ، صور أسباب الموت بوحش نخشى مواجهته ، وسر جمال الصورة : التجسيم ، وتوحي بشدة أثر الموت على الإنسان ، والتعبير بالجمع في (أسباب) ؛ ليدل على تعدد وتنوع أسباب الموت .

(هاب) : توحي بشدة الخوف والذعر . r (ينلنه) : نتيجة لما قبلها .

(إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّـماءِ بِسُلَّمِ) : إيجاز بحذف جواب الشرط ، وتقديره : " فسيناله الموت " .

(يَرقَ أَسبابَ السَّـماءِ بِسُلَّمِ) : كناية عن الرغبة الشديدة في الهروب من الموت مع استحالة ذلك .

(يَرقَ أَسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ) : س / م ، صور السماء بمنزل له سلم نصعد عليه ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(سُلَّمِ) : استعارة تصريحية تصور الوسائل بالسلم ، وسر جمال الصورة : التجسيم والتوضيح .

(وَمنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ) : كناية عن التصرف السيئ ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، ويجوز أن تكون س / م ، فيها تصوير للمعروف بشيء مادي يوضع في غير مكانه.

(وَمنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ .. ) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب إن تحقق الشرط ، و كلمة المعروف جاءت معرفة ؛ لتفيد التعظيم والعموم

(يَكُنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ ويندم) : نتيجة لما قبلها ، وتشبيه حيث يشبه الحمد مع من لا يستحق بالذم والندم ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، ويندم نتيجة لما قبلها

(حَمْدُهُ - ذَماً) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(وَمَن يَغتَرِب يَحسِبْ عَدُوّاً صَديقَهُ) : أسلوب شرط لبيان أن الجزاء من جنس العمل .

(يَحسِبْ عَدُوّاً صَديقَهُ) : تشبيه بليغ حيث شبه العدو بالصديق ، وسر جمال الصورة : التوضيح .

(يَحسِبْ عَدُوّاً صَديقَهُ) : نتيجة لما قبلها ، ويحسب توحي بالشك والخطأ في الفهم وبقلة الخبرة .

(عَدُوّاً - صَديقَهُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ) : س / م ، حيث صور النفس بإنسان يمنع تكريمه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بعدم تقدير الإنسان لذاته .

(لا يُكَرَّمِ) : نتيجة لما قبلها ، وبني الفعل للمجهول ؛ ليفيد العموم والشمول .

(لا تنسَ : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف).

تذكر : أي أسلوب شرط يفيد التقرير والتأكيد والجزء الثاني فيه (جواب الشرط) علاقته بالجزء الأول (جملة الشرط) نتيجة ، واعتمد الشاعر على أسلوب الشرط في كثير من أبياته ؛ للتشويق لأنه يجعل القارئ دائماً ينتظر الجواب .

الأبيات : " أخلاق الناس لا تخفى "

8 - وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ ***وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ تُعلَمِ

9 - لِسَانُ الفَتَى نِصْـفٌ ونِصْــفٌ فُؤادُه ***فَلَمْ يَبْقَ إلا صُــــــوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ

اللغويات :

امرئ : إنسان ج رجال - خليقة : طبيعة ، مكرمة، صفة ج خلائق - خالها : ظنها ، حسبها ، تصورها × تيقن - تخفى : تستر × تعلن ، تظهر - تعلم : تظهر وتعرف × تجهل - لسان الفتى : أي كلامه وحديثه ج ألسنة ، ألسن ، لسن - فؤاده : قلبه ، والمقصود فكره ج أفئدة .

الشـرح :

8 - إن طبيعة الإنسان وسجيته التي جبل عليها (خلق عليها) لابد أن تظهر للناس مهما حاول صاحبها إخفاءها . إخفاءها . فالصفات الخلقية عند أي إنسان لا تخفى وتنكشف للناس من خلال تعامله وأفعاله.

9 - والناس بما يدور على ألسنتهم وما يكمن في قلوبهم من أفكار ومشاعر ، فالمرء بأصغَرْيه : قلبه ولسانه.

التذوق :

(وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ..) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب إن تحقق الشرط ، جاءت (امرئ وخليقة) نكرتين للعموم والشمول .

(خَليقَةٍ تَخفَى عَلى الناسِ) : س / م ، تصور الخليقة بشيء مادي يخفى ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ) : جملة اعتراضية للشك .

(تَخفَى - تُعلَمِ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(لِسَانُ الفَتَى) : لسان مجاز مرسل عن الكلام ، علاقته : الآلية ، وسر جمال المجاز الدقة والإيجاز .

(نِصْــفٌ فُؤادُه) : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (نصف) على المبتدأ المعرفة (فؤاده) ؛ للتأكيد والتخصيص .

(البيت التاسع) : كناية عن أهمية اللسان (الكلام) والقلب والعاطفة في استمرار الحياة.

(فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ) : أسلوب قصر عن طريق النفي بـ(لم) والاستثناء بـ(إلا) للتخصيص والتوكيد .

(صُوْرَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ) : تشبيه حيث صور اللحم والدم بالصورة ، وسر الجمال الصورة : التوضيح .

التعليق :

س1 : من أي أغراض الشعر هذا النص ؟

جـ : من غرض الحكمة ، والنص جزء من معلقته التي تبلغ 59 بيتاً .

س2 : ما نوع التجربة الشعرية ؟ وما العاطفة التي سيطرت على الشاعر ؟

جـ : التجربة : عامة ؛ لأنه يتحدث عن حكم إنسانية تخص البشر كلهم وتنفعهم في حياتهم .

- وسيطرت عاطفة الألم والمعاناة من طول الحياة ومشاقها العديدة ، مع اعتزاز بالمثل العليا والمبادئ الخلقية ، والاعتزاز بالمنزلة الاجتماعية الرفيعة .

س3 : ما مصادر حكمة زهير ؟

جـ : مصادر حكمته : تجاربه الكثيرة - طول الحياة - تأمله في الكون .

س4 : ما هدف زهير من هذه الحكم ؟

جـ : هدفه : أن يرقي بالمجتمع الذي يعيش فيه ، فهو يريد أن يفهم مجتمعه الواقع على حقيقته ؛ ليتجنب الضرر قبل أن يقع فيه ، فزهير يحب لقومه أن يتركوا بعض العادات السائدة المذمومة التي نهايتها هلاك وشقاق .

س5 : ما سمات أسلوب الشاعر ؟

جـ : سمات أسلوب الشاعر :

1 - الإيجاز وحذف فضول الكلام وحشوه ، وإيداع اللفظ اليسير ذي المعنى الكثير.

2 - تجنب التعقيد اللفظي والمعنوي ، والبعد عن حوشي الكلام وغريبه .

3 - إجادة المدح وتجنب الكذب. 4 - الإكثار من الحكم بما لم يفقه شاعر جاهلي فيها .

5 - قلة الصور البلاغية. 6 - كثرة الطباق بين الكلمات.

س6 : لماذا لقب زهير بن أبي سلمى المزني بشاعر الحوليات ؟

جـ : لأنه كان يبذل جهداً كبيراً في تنقيح شعره , وإزالة عيوبه ويقضي في نظم القصيدة حولاً (عاماً) كاملاً فيقال أنه كان يكتب القصيدة في أربعة أشهر ، ثم يهذبها في أربعة أشهر ، ثم يعرضها على خواصه في أربعة أشهر ، ثم تظهر للنور .

س7 : للبيئة أثر هام في شاعرية زهير بن أبي سلمى . وضح .

جـ : نشأ زهير في بيئة كل من فيها يتغنى بالشعر، فأبوه كان شاعراً وزوج أمه الشاعر الكبير أوس بن حجر وخاله الشاعر بشامة بن الغدير وأخته سلمى ثم ورث ابناه كعب وبجير الموهبة الشعرية .

س8 : ما مصادر الموسيقى في الأبيات ؟

جـ : الموسيقى في الأبيات ظاهرة في الوزن (بحر الطويل) ، والقافية الموحدة (الميم المكسورة). وداخلية خفية نابعة من انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وروعة الصور وترابط الأفكار .

س9 : ما الأساليب التي استخدمها الشاعر ؟

جـ : الأساليب التي استخدمها الشاعر بعضها خبرية ؛ للتأكيد على صدق ما يقول من حِكَم ولينقل لنا تجاربه الإنسانية . كما استخدم أساليب الشرط - وأكثر منها - ؛ ليبين نتيجة ما يعرضه من حِكَم ، وليربط بين فعلي الشرط والجواب كما أن الشرط أعطى تشويقاً للقارئ ؛ لأنه جعل القارئ ينتظر الجواب دائماً.

س10 : لماذا أكثر الشاعر من أساليب الشرط في القصيدة ؟

س11 : لماذا آثر الشاعر استخدام الأسلوب الخبري في بناء القصيدة ؟

جـ : لأنه يناسب غرض الحكمة ، وللتأكيد على صدق ما يقوله من هذه الحِكَم ولينقل لنا تجاربه الإنسانية .

س12 : علل : قلة الصور الخيالية في النص .أو لمَ خَفَتَ الجانب الوجداني في النص ؟

جـ : لأن الشاعر أبياته من الحكمة التي تعتمد على الإقناع العقلي لا الإمتاع العاطفي بهدف توضيح الفكرة والتعليل لها .

س13 : حدد البيت الذي يدل على المعاني الآتية :

* يقول أبو العلاء المعري : تَعَبٌ كُلُّها الحَيَاةُ فَمَا أعْــجَبُ إلاَّ مِنْ رَاغِبٍ فِي ازْدِياد .

جـ : البيت : سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســأَمِ

* يقول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا..

جـ : البيت : وَمنْ يَجْـعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُنْ حَــمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَم

* " إنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه" .

جـ : البيت : لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــف فُؤاده فَلَمْ يَبْقَ إلا صُوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ

أسئلة للمناقشة

س1 :



1 - سَـــئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش *** ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـأَمِ

2 - وَأَعـلَمُ عِـلمَ اليَومِ وَالأَمــــسِ قَبلَهُ *** وَلَكِنَّني عَن عِـلمِ ما في غَدٍ عَمِ

(أ) - تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- بين (أعلم - عم) : (مقابلة - طباق - تورية - حسن تقسيم)

- مرادف (حولاً) : (عاماً - تجربة - تغيّراً - قوة)

- مضاد (سئمت) : (فرحت - انتشيت - تعوّدت - اشتقت)

- مادة (يعش) : (عوش - عيش - عشش - عشو)

- " لا أبا لك " تعبير يراد به : (التشكيك - التنبيه - التأديب - التحدي)

(ب) - الحياة الطويلة قد تكون مملة . علل ، وبين كيف يتعامل معها العاقل ؟

(جـ) - استخرج من الأبيات :



1 - صورتين خياليتين مختلفتين ، ووضحهما .

2 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين الغرض منهما .

3- التفاتاً، وبين غرضه .

4 - أسلوباً خبرياً لفظاً إنشائياً معنى ، وبين غرضه .

5 - كلمة تدل على الاستدراك .

(د) - الشاعر ذو علم وذو جهل . وضح .

(هـ) - ما الأسلوب الذي فضله الشاعر في البيتين ؟ ولماذا ؟

(و) - ضع علامة (ü) أمام الصواب وعلامة (û) أمام الخطأ فيما يأتي :



1 - اعتمد الشاعر على الأساليب الإنشائية للتقرير.

2 - يشكو الشاعر من الملل لطول الحياة وفقد الأحباب .

3 - علم اليوم المقصود علم الحياة الكونية .



س2 :



3 - وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ *** يَفِرْهُ وَ مَن لا يَتَّقِ الشَّتمَ يُشـتَمِ

4 - وَ مَن يَكُ ذا فَضـلٍ فَيَبخَـل بِفَـضــلِهِ *** عَلى قَومِهِ يُســتَغنَ عَنهُ وَ يُذمَمِ

5 - وَمَن هـابَ أَســــــــبابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ *** وَ إنْ يَرقَ أَسبابَ السَّــــماءِ بِسُلَّمِ

(أ) - هات مرادف (هاب) , ومضاد (يجعل) , ومفرد (المنايا) , في جمل من عندك.

(ب) - هات من الأبيات كلمة بمعنى (يحفظه) ، وكلمة مضادها (يمدح) .

(جـ) - في الأبيات مبدأ إسلامي . وضح .

(د) - كيف يصون الإنسان عرضه وشرفه ؟

(هـ) - لماذا أكثر الشاعر من أساليب الشرط في الأبيات السابقة ؟

(و) - استخرج من الأبيات :

1 - إيجازاً ، وقدره .

2 - استعارة ، وبين نوعها .

3 - كناية ، وبين سر جمالها .

(ز) - " لا يغني الحذر من القدر " . وضح من خلال فهمك للأبيات .

(ح) - ما سمات أسلوب الشاعر ؟

س3 :

6 - وَمنْ يَجْـــعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ *** يَكُنْ حَــــمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَ يَندَم

7 - وَمَن يَغتَرِب يَحسِــبْ عَدُوّاً صَديقَهُ *** وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَــــهُ لا يُكَـــرَّمِ

(أ) - تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- المحسن البديعي في البيت الأول : (مقابلة - طباق - تورية - حسن تقسيم

- مرادف (يندم) : (يتأسى - يعتبر - يأسف - ينهار)

- مضاد (يغترب) : (يصاحب - يهتدي - يشرّق - يقيم)

- جمع (نفس) : (أنفاس - أنفس - نفائس - نفايس)

- " يَكُنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ " علاقتها بما قبلها : (نتيجة - تعليل - توضيح - تفسير)

(ب) - " إذا أكرمت اللئيم تمرد.." . ناقش من خلال فهمك للبيتين السابقين .

(جـ) - ما النتائج المترتبة على :

1 - جعل المعروف في غير موضعه ؟

2 - ظن المغترب في عدوه ؟

3 - عدم إكرام المرء نفسه ؟

(د) - استخرج من الأبيات :

1 - صورة خيالية ، وحدد نوعها ، وبين سر جمالها.

2 - أسلوباً للقصر ، وبين وسيلته وغرضه.

(هـ) - علل : بناء الفعل ( يكرم) للمجهول .

(و) - وضح الفرق في المعنى بين ما تحته خط فيما يأتي :

1- هذا شخص معروف .

2- اعلم أن المعروف لا يضيع .

2- هذا منتج معروف مصدره.

س4 :

8 - وَمَهـما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَـليقَةٍ ***وَإِن خالَها تَخفَى عَلى الناسِ تُعلَمِ

9 - لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْــف فُـؤاده ***فَلَمْ يَبْقَ إلا صُــــــوْرَةُ اللَّحْــمِ والدَّمِ

(أ) - هات مرادف (فؤاده) , ومضاد (خالها) , وجمع (خليقة) , في جمل من عندك.

(ب) - وضح المقصود بـ(لسان الفتى) ؟

(جـ) - في البيت الأول مقدمة ونتيجة . وضح . أو الطبع يغلب التطبع . وضح .

(د) - ما أهم ما يملكه الإنسان ؟ وضح من خلال فهمك للبيتين .

(هـ) - استخرج من الأبيات :

1 - مجازاً ، وبين علاقته .

2 - استعارة ، وبين نوعها .

3 - تشبيهاً ، وبين سر جماله.

4 - كناية ، وبين سر جمالها .

(و) - تنوعت مصادر حكمة زهير . وضح .

(ز) - ما الغرض الشعري لهذه الأبيات ؟

(ح) - ما مصادر الموسيقى في الأبيات ؟











لذي الإصبع العدواني

(? - 21 ق. هـ / ? - 602 م)

التعريف بالحكيم :

ذو الإصبع العدواني : أحد حكماء العرب في الجاهلية ، وشاعر فارس من قدماء الشعراء في الجاهلية ، ويدعى حرثان بن الحارث بن محرث بن ثعلبة من قيس بن عيلان ينتهي نسبه إلى قبيلة مُضَر ، قيل له ذو الإصبع ؛ لأن أفعى ضربت إبهام رجله فقطعتها . وقيل لوجود أصبع زائدة برجله ، عمّر طويلاً حتى قيل أنه بلغ 170 سنة . وهو أحد الحكماء وله شعر مليء بالحكمة والعظة والفخر وهو صاحب القصيدة المشهورة : أَأَُسيد (ابنه) إِن مالاً مَلَكت فَسِر بِهِ سَيراً جَميلاً .

تمهيد :

إذا كانت الوصية قوْلًا يقصد به إلى نفع الآخرين من الأبناء والأصدقاء والأقارب في حياتهم ، فإن ذا الإصبع في هذه الوصايا ينقل خبراته وتجارب حياته إلى ابنه أُسيد؛ لكي يفيد منها في مستقبل حياته , ويتهيأ بها للسيادة والشرف في قومه ، إن هو حقق تلك الوصايا . وما تنقله الوصايا من تجارب وخبرات لا يختلف عما تنقله الأمثال والحكم ، وبذلك نستطيع أن نقول : إن نثر العصر الجاهلي يكشف عن حكمة العربي وتمرسه بالحياة ومواقفها ، وترجمة هذه المواقف في حكمة أو مثل أو وصية .

س1 : ما تعريف الوصية ؟

جـ : قول حكيم صادر من إنسان مجرِّب خبير بالحياة و بطبائع البشر يقدم فيها الموصِّي خلاصة تجاربه الحياتية لمن يحب من أهله وذويه وأصدقائه ، أو يقدمها الحاكم لشعبه ؛ لينتفعوا بهذه الوصية في حياتهم القادمة ، ويغلب على أسلوبها السجع .

- أو هي جملة من القول ، يقصد فيها إلى الترغيب فيما ينفع الناس من أمور معاشهم ومعادهم ، والتنفير مما يضرهم . وهي غرض من أغراض النثر الأدبي في ذلك العصر ينقلها ذوو الخبرة والتجربة ؛ ليستفيد منها الأبناء والأهلون .

النص :

أوصى ذو الإصَبِع العدواني وهو يحتضر ابنه أُسيداً فقال :

" يَا بُنَيّ إنّ أَبَاكَ قدْ فَنَي وهُو حَيّ ! وعَاشَ حتّى سَئِمَ العَيشَ ، وإنّي مُوصِيكَ بِما إنْ حفِظْتَه بَلغْتَ في قَومِكَ مَا بَلغْتُه! فاحْفَظْ عنّي :

أَلِنْ جَانِبَكَ لقَومِكَ يُحِبّوكَ ، وتَوَاضَعْ لَهمْ يَرفَعُوكَ ، وابْسُطْ لهم وجْهَكَ يُطِيعُوكَ ولَا تَسْتَأْثِر عَلَيهِم بِشَيءٍ يُسَوِّدُوكَ ، وأكْرِمْ صِغَارَهُم كمَا تُكْرِمْ كِبَارَهُم يُكْرِمْكَ كِبَارُهُم ويَكْبُرُ على مَوَدّتِك صِغَارُهم! واسْمَحْ بمَالِكَ ، واحْمِ حَريمَك ، وأعْززْ جَارَكَ وأعِنْ منِ اسْتعانَ بك وأكْرمْ ضَيفَكَ ، وأسْرع النّهْضَةَ فِي الصّريخِ فإنّ لك أجلًا لا يعدُوكَ! وصُنْ وجْهَكَ عن مسْأَلَةِ أحَدِ شَيئًا فبِذلكَ يُتَمّ سُؤْدُدُكَ! "

اللغويات :

يحتضر : ينازع الموت × يعيش - فني : هلك ، مات ، والمقصود أنه كبر سنه واقترب من الموت × خلد ، بقي - حي : عائش × ميت - سئم : ملّ ، ضاق × اشتاق ، حن ، شغف- العيش : الحياة × الموت - موصيك : ناصحك ، مرشدك × ضالك ، خادعك - حفظته : صنته ، والمقصود : وعيته × أهملته ، ضيعته- بلغت : وصلت ، أدركت - قومك : أهلك ، أقاربك- ألن جانبك : أحسن المعاملة وكن ليناً ، ترفق ، لاطف × اقسُ ، اشتد - تواضع : تذلل ، اخضع × تكبر - يرفعوك : يعزوك ، يعلوا بقدرك × يحقروك ، يحطوا من شأنك- ابسط وجهك : ابتسم ، اجعله مشرقاً متلألئاً ، والمراد : أظهر المودة وكن بشوشاً مع الناس × اعبس ، قطّب - يطيعوك : ينقادوا لك × يعصوك - تستأثر : تختص ، تبخل ، تنفرد × تشارك - يسودوك : يجعلوك سيداً ، يعظّموك × يستعبدوك ، يحتقروك - مودتك : محبتك × كراهيتك ، قطيعتك ، جفوتك - اسمح بمالك : أي كن سخياً جواداً - احمِ: صن - حريمك : ما يدافع عنه الإنسان ويحميه ، نساءك ج أحْرام وحرائمُ وحُرُم - أعزز : أكرم ، قوِّ × أهن - أعن : ساعد × اخذل - استعان : طلب العون - النهضة : العون والمساعدة - الصريخ : المستغيث وطالب النجدة ج صرخاء- أجلا : عمراً محدداً ج آجال - يعدوك : يفوتك ، يتجاوزك - صن : احفظ ، احم ، قِ - مسألة : طلب وحاجة × استغناء - يتم : يكمل × ينقص - سؤددك : شرفك ، مجدك ، سعادتك × ضعتك ، مهانتك .

الشـرح :

تمثل هذه الوصايا خلاصة التجارب والخبرة الطويلة التي عرفها الأب من تجارب حياته والتي تضمنت مبادئ وقيم رئيسة هامة أوصى بها الأب ابنه حتى يتبوأ (يصل إلى) السيادة والمكانة الرفيعة في قومه ومنها :

1 - معاملة قومه برفق حتى يحبوه ، وتذكر : " إنَّ الرفق لا يكونُ في شيءٍ إلا زانهُ ، ولا يُنْزَعُ منْ شيءٍ إلاّ شانَهُ كما قال الرسول " .

2 - تواضعه معهم حتى يرفعوا قدره ويحترموه ، وتذكر : " لا يتكبَّر إلا كلُّ وضيع ولا يتواضع إلا كلُّ رفيع " و " مَنْ تَوَاضَعَ للَّهِ رَفَعَهُ " .

3 - مقابلتهم بوجه طلق المحيا منشرح دائماً ، فيحظى بطاعتهم ، وتذكر قول رسول الله - e- : (كلُّ معروف صدقة ، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق) و قوله أيضاً : (تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة).

4 - إشراكهم في ماله ونعَمه ؛ ليقتل الحسد ويخمد نيران الكره في قلوبهم .

5 - أن يكرم الصغار منهم كما يكرم الكبار، وبذلك ينشأ الصغار على مودته ، واحترامه ومحبته .

6 - التحلي بالصفات الكريمة التي تؤهله للسيادة من كرم ونجدة وإغاثة ملهوف والرفق والسماحة والحلم وعدم إراقة الدماء والتعفف عن سؤال الناس . فبكل هذا يكون هذا الابن سيداً مطاعاً في قومه .

س1 : لماذا بدأ ذو الإصبع نصائحه بالإشارة إلى حياته الطويلة التي عاشها ؟

جـ : ليبين له أن طول الحياة أكسبه خبرة عميقة بالحياة والناس ، وعرفه بما ينفع ويضر ، وبذلك يجذب الأب انتباه ابنه للاستماع لما يقول ولا يكتفي ذو الإصبع بهذه الالتفاتة بل بين له أنه إن عمل بنصائحه نال مكان السيادة في قومه ، وصارت له منزلة أبيه العظيمة.

س2 : علامَ تدل تلك الوصية ؟

جـ : تدل على مدى حرص الآباء على أبنائهم وفلذات أكبادهم ، ورغبتهم في نقل خلاصة تجاربهم إليهم ؛ حتى يستفيدوا بهذه الوصايا في مستقبلهم بين قومهم وعشيرتهم ، وهذه الفضائل التي لو عمل بها أي إنسان فإنه يبلغ بها أرفع المنازل وأعلاها بين من يتصل بهم ويعيش بينهم .

س3 : ما المكانة التي بلغها ذو الإصبع في قومه ؟

جـ : بلغ السيادة والزعامة في قومه .

التذوق :

(يا بُنيَّ) : أسلوب إنشائي طلبي/ نداء للتنبيه ، وإظهار العطف والحنان .

(بُنيَّ) : تصغير ابن للتدليل ، ويدل على الحب والمودة والقرب .

(إن أباك قد فَنِى وهو حي) : أسلوب مؤكد بمؤكدين (إن ، وقد + الفعل الماضي).

(إن أباك قد فَنِى وهو حي) : كناية عن الضعف والكبر .

(وهو حي) : إطناب بالاعتراض للاحتراس .

(فني - حي) ، (فني - عاش) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويقويه ويوضحه بالتضاد .

(وعاش حتى سئم العيش) : كناية عن الضيق والملل من طول الحياة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(وإنني مُوصيك ..) : أسلوب مؤكد بإن .

(وإنني مُوصيك بما إن حفظتهُ بلغت في قومك ما بلغتهُ) : كناية عن أهمية الوصايا وضرورة التمسك بها فهي سبيل السيادة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(فاحفظ عني) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(مُوصيك بما إن حفظتهُ بلغت في قومك ما بلغتهُ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(ألِنْ جانبك لقومك يحبوك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح ، و (يحبوك) نتيجة للطلب قبلها (ألنْ) .

(ألِنْ جانبك لقومك يحبوك) : كناية عن التواضع وأهمية حسن المعاملة والترفق مع الجيران .

(وتواضع لهم يرفعوك) : أسلوب أمر للحث والنصح ، و (يرفعوك) نتيجة للطلب قبلها (تواضعْ) ، وتوحي بسمو ورفعة مكانة المتواضع عند الناس ، كما أن تواضعه دليل على أنه صاحب منزلة سامية .

(تواضع - يرفعوك) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويقويه ويوضحه بالتضاد

(ابسط لهم وجهك يطيعوك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح ، و (يطيعوك) نتيجة للطلب قبلها (ابسط) .

(ابسط لهم وجهك يطيعوك) : كنايه عن البشر والبشاشة والإشراق وحسن اللقاء ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(ابسط لهم وجهك يطيعوك) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (لهم) يفيد التأكيد والتخصيص .

(وجهك) : مجاز مرسل عن الإنسان ، علاقته : الجزئية ، وسر جمال المجاز الدقة والإيجاز .

(لا تستأثر عليهم بشيء يُسوِّدوك) : أسلوب إنشائي طلبي/ نهي للنصح والتحذير ، و (يُسوِّدوك) نتيجة للطلب قبلها (لا تستأثر) ، وتوحي بسمو المكانة التي سيصل إليها الابن لو اتبع تلك النصائح الغالية .

(أَلِنْ جَانِبَكَ لقَومِكَ يُحِبّوكَ ، وتَوَاضَعْ لَهمْ يَرفَعُوكَ ، وابْسُطْ لهم وجْهَكَ يُطِيعُوكَ ولَا تَسْتَأْثِر عَلَيهِم بِشَيءٍ يُسَوِّدُوكَ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(أكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم) : تشبيه مجمل ، حيث شبه إكرام الابن للصغار بإكرامه الكبار ، ويوحي بأهمية المودة والحنان في العلاقات الإنسانية لكل المراحل العمرية المختلفة .

(أكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم يكبر على مودتك صغارهم) : أسلوب أمر للحث والنصح ، و (يكرمك) نتيجة للطلب قبلها (أكرمْ) فنتيجة حسن المعاملة مع الصغار في حداثة سنهم أن يكبروا على حبه ومودته .

(أكرم صغارهم كما تكرم كبارهم) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(أكرم صغارهم .. يكبر على مودتك صغارهم) : كناية عن التقدير والإجلال من الجميع الكبير والصغير .

(صغارهم - كبارهم) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويقويه ويوضحه بالتضاد .

(اسمح بمالك) : أمر للحث والنصح .

(اسمح بمالك) : كناية عن الكرم والجود والعطاء المتدفق ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(احم حريمك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(احم حريمك) : كناية عن مكانة النساء عند العرب وضرورة حمايتهم وصونهم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أعزز جارك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(أعزز جارك) : كناية عن احترام الجار وتقديره ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أعِن مَنْ استعان بك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح ، و(مَنْ) اسم موصول يفيد العموم والشمول .

(أعِن مَنْ استعان بك) : كناية عن الشهامة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أعِن - استعان بك) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويقويه ويوضحه بالتضاد .

(أكرم ضيفك) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(أكرم ضيفك) : كناية عن الكرم وحسن الضيافة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أسرع النهضة في الصريخ) : كناية عن نجدة الملهوف والبطولة والشجاعة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(فإن لكَ أجلاً لا يعدوك) : تعليل لما قبلها ، كناية عن أن الموت هو النهاية المحتومة التي لا فرار منها ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز تجسيم ، ويجوز أن تكون استعارة مكنية فيها تصوير للأجل بإنسان لا يتخطاك ويتعداك .

(صُن وجهك عن مسألة أحد شيئاً) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(صُن وجهك عن مسألة أحد شيئاً) : كناية عن العفة في الطلب ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه.

(وجهك) : مجاز مرسل عن النفس ، علاقته : الجزئية ، وسر جمال المجاز الدقة والإيجاز .

(أحد) : نكرة للعموم والشمول .

(فبذلك يتم سؤددك) : نتيجة لما قبلها ، وكناية عن أهمية الوصايا السابقة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

إضافة الضمير (كاف المخاطب) للكلمات : تفيد التخصيص والتوكيد واستحضار الصورة .

** تذكر : أن الموصي قد أكثر من كناياته ؛ لأن الكناية فيها تلميح يوحي بالتلطف لا تصريح يجرح من يستمع ، والكاتب هنا في موقف الناصح الذي يحتاج إلى الترفّق واللين ؛ حتى تلقى نصائحه القبول .

** تذكر : أن معظم الأساليب الإنشائية كانت أساليب إنشائية / أمر ، وغرضها : النصح والإرشاد .

التعليق :

الفن النثري : فن الوصايا .

س1 : ما المقصود بالوصية ؟

جـ : هي خلاصة تجارب حياتية يقدمها قائلها ويوجهها لأبنائه وأهله وأصدقائه ، أو يقدمها الحاكم لشعبه ، ويغلب على أسلوبها السجع.

- أو هي جملة من القول ، يقصد فيها إلى الترغيب فيما ينفع الناس من أمور معاشهم ومعادهم ، والتنفير مما يضرهم . وهي غرض من أغراض النثر الأدبي في ذلك العصر (الجاهلي) ينقلها ذوو الخبرة والتجربة ؛ ليستفيد منها الأبناء والأهلون في حياتهم القادمة.

س2 : ما الذي تتضمنه الوصية ؟

جـ : تتضمن الوصية بعض الخبرات الحياتية التي تضمن للإنسان حسن التعايش مع الآخرين وقراءة مشاعرهم والوقوف على كيفية النفاذ إليها والتعامل معها .

س3 : ما خصائص أسلوب الوصية ؟

جـ : من خصائص أسلوب الوصية :

1 - الإيجاز وقصر الجمل 2 - جزالة الأسلوب

3 - تنوع الأسلوب بين الخبري والإنشائي .

4 - وضوح الألفاظ وصدق العاطفة

5- فصاحة التراكيب وقوة العبارة .

6 - الاعتماد على الأسباب والنتائج ومناسبة ظروف البيئة.

س4 : ما سمات أسلوب الموصي ؟

جـ : سمات أسلوب الموصي ذي الإصبع :

1 - ترابط الفكر وترتيبها ، فقد بدأ التمهيد للوصية بما يدعو إلى قبولها ، وتقديم عناصرها واحدة بعد الأخرى .

2 - الاعتماد أكثر على الأسلوب الإنشائي في صيغتي الأمر والنهي اللتين تفيدان النصح والتوجيه .

3 - سهولة الألفاظ وقصر الجُمل واعتمادها على موسيقى السجع .

4 - استخدام الجمل الاسمية في مقام التعليل والربط بين السبب والنتيجة .

س5 : ما العاطفة المسيطرة على ذي الإصبع في وصيته ؟

جـ : عاطفة الأبوة الحانية التي تريد لابنها العزة والكرامة والسؤدد (الشرف) في قومه .

س6 : علل : قلة الصور الخيالية في الوصية .

جـ : قَلَّت الصور الخيالية في الوصية ؛ لأنها تتجه إلى النصح والإرشاد ، ولأن الهدف الإقناع العقلي لا الإمتاع العاطفي .

س7 : ما ملامح شخصية الموصي ؟

جـ : ملامح شخصية الموصي : مجرب ، حكيم ، ذكي ، بليغ ، محب لابنه .

أسئلة للمناقشة

(أوصى ذو الإصَبِع العدواني وهو يحتضر ابنه أُسيداً فقال : " يَا بُنَيّ إنّ أَبَاكَ قدْ فَنَي وهُو حَيّ ! وعَاشَ حتّى سَئِمَ العَيشَ ، وإنّي مُوصِيكَ بِما إنْ حفِظْتَه بَلغْتَ في قَومِكَ مَا بَلغْتُه! فاحْفَظْ عنّي.. ) .

(أ) - ما مرادف " موصيك " ؟ و ما مضاد " فنى " ؟ و ما معنى " يحتضر " ؟

(ب) - ما الذي يريده الوصي لابنه من خلال هذه الوصية ؟

(جـ) - هات من الأبيات :

1 - أسلوبين إنشائيين مختلفين ، وبين غرضهما .

2 - إطناباً ، وقدره .

3 - صورة خيالية ، وبين نوعها ، وسر جمالها .

(د) - إلى أي العصور الأدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما غرضه ؟

(أَلِنْ جَانِبَكَ لقَومِكَ يُحِبّوكَ ، وتَوَاضَعْ لَهمْ يَرفَعُوكَ ، وابْسُطْ لهم وجْهَكَ يُطِيعُوكَ ولَا تَسْتَأْثِر عَلَيهِم بِشَيءٍ يُسَوِّدُوكَ ، وأكْرِمْ صِغَارَهُم كمَا تُكْرِمْ كِبَارَهُم يُكْرِمْكَ كِبَارُهُم ويَكْبُرُ على مَوَدّتِك صِغَارُهم) .

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (يرفعوك) : (يقووك - يعاونوك - يحملوك - يعزوك).

- مضاد (تواضع) : (تلطف - تكبر - تشدد - تعنف).

- معنى (تستأثر) : (تنفرد - تغدق - تمتنع - تنتقي).

- المقصود بـ (يسودوك) يجعلوك : (أسوَداً - شهيراً - سيداً - بارزاً) .

(ب) - بمَ ينصح الخطيب في هذه الفقرة ؟ وما أثر العمل بهذه النصائح على المجتمع ؟

(جـ) - ما فائدة إكرام الصغار ؟

(د) - هات من الفقرة السابقة : - محسناً بديعياً - كناية - أسلوب قصر - أسلوباً إنشائياً ، وبين سر جمال كل ما سبق .

(هـ) - دعّم الموصي كل طلب قدمه بالنتيجة المترتبة عليه . وضح ذلك .

(و) - وضح الفرق في المعنى بين ما تحته خط فيما يأتي : - أَلِنْ جَانِبَكَ لقَومِكَ . - جلست بجانبك .

(واسْمَحْ بمَالِكَ ، واحْمِ حَريمَك ، وأعْززْ جَارَكَ وأعِنْ منِ اسْتعانَ بك وأكْرمْ ضَيفَكَ ، وأسْرع النّهْضَةَ فِي الصّريخِ فإنّ لك أجلًا لا يعدُوكَ! وصُنْ وجْهَكَ عن مسْأَلَةِ أحَدِ شَيئًا فبِذلكَ يُتَمّ سُؤْدُدُكَ! ).

(أ) - هات من الفقرة السابقة كلمة بمعنى (المستغيث ) ، وكلمة مضادها (استغناء).

(ب) - كيف يسود الإنسان في قومه ؟

(جـ) - ما واجبك تجاه : حريمك - جارك - ضيفك - المستغيث ؟

(د) - هات من الفقرة السابقة : - محسناً بديعياً - مجازاً مرسلاً - أسلوب قصر - أسلوباً إنشائياً ، وبين سر جمال كل ما سبق .

(هـ) - علل :

1 - قلة الصور الخيالية في الوصية .

2 - إكثار الموصي من الكنايات .

3 - إكثار الموصي من الأساليب الإنشائية .

(و) - تميزت الوصية بخصائص أسلوبية . وضح .

(ز) - هات مما تحفظ ما يدل على المعاني الآتية :

1 - التواضع يرفع شأن المرء .

2- اهتمام الموصي بالأطفال .

3- نصرة الجار .







عصر صدر الإسلام لحسان بن ثابت

( ؟ - 54هـ / ؟ - 674م)

التعريف بالشاعر :

حسان بن ثابت الأنصاري : من الشعراء المُخَضْرَمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ، اشتهر بمدحه الغساسنة ، ولما دخل في الإسلام فقد أوقف شعره على الدفاع عن الدين والرد على خصومه لذلك لقب بشاعر الرسول ، وقد قال هذه القصيدة في رثاء الرسول - r - يذرف فيها العبرات على قبره ، توفي سنة ٥٤ هـ

تمهيد :

تجلت القيم النبيلة في رسول الله - r - فقد كان رءوفاً بالمؤمنين رحيماً بهم ، وامتدت رحمته إلى الحيوان ، وعندما انتقل إلى الرفيق الأعلى لم يتوقف الشعراء عن ذكر محاسنه كما في أبيات حسان بن ثابت.

بيئة النص :

ينتمي هذا النص إلى عصر صدر الإسلام ، وهو يؤكد حب الصحابة للرسول - r - حيث وجَّه الشاعر إبداعه للدفاع عن الإسلام وعن الرسول - r - حتى أطلق عليه شاعر الرسول ، والشاعر هنا متأثر بفقد الرسول - r -.

س1 : من الشاعر المُخَضْرَم ؟

جـ : الشاعر المُخَضْرَم هو مَنْ أَدرك الجاهلية والإِسلام .

س2 : اذكر شعراء مخضرمين غير حسان ابن ثابت .

جـ : من الشعراء المخضرمين : كعب بن زهير بن أبي سلمى - الخنساء - لبيد بن ربيعة - الحطيئة .

الأبيات :

§ - بَطَيبَةَ رَســمٌ لِلرَســـــــولِ وَمَعهَدُ *** مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسـومُ وَتَهمَدُ

§ - أَطالَت وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها *** عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ

§ - فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَســـولِ وَبورِكَت *** بِلادٌ ثَوى فيها الرَشـــيدُ المُسَدَّدُ

اللغويات :

طيبة : اسم للمدينة المنورة - رسم : أثر ج رسوم ، أَرْسُم ، رسومات ، والمقصود : قبر الرسول - معهد : مكان معروف ج معاهد - منير : مضيء × مظلم ، معتم - تعفو : تزول ، تمحى × تثبت ، تدوم - تهمد : أي تبلى ، تفنى ، تضعف × تخلد ، تدوم ، تبقى - أطالت : زادت × قصرت - تذرف : تبكي بغزارة ، يسيل دمعها × تجمد - جهدها : قدرتها ، طاقتها - طلل : ما بقى شاخصاً من بقايا الديار ونحوها والمراد : ما ظهر من قبر الرسول ج أطلال ، طُلُول - أحمد : الرسول - بوركت : عظمت × حقرت - ثوى : أقام ، مكث ، سكن × رحل ، هاجر - الرشيد : الهادي ج الرشداء × الضال - المسدد : الموفق للصواب والقصد من القول والعمل × المخفق .

الشـرح :

(1) يبدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال ، وإن اختلفت الأطلال هنا فقد اعتاد الشعراء في الجاهلية بدء قصائدهم بالغزل وبكاء الديار والوقوف على آثار ديار المحبوبة ، ولكن شاعرنا هنا يقف على قبر الرسول - r - باكياً فيقول : إن بالمدينة المنورة آثار وأماكن منيرة بخطوات الرسول عليها التي طبعت فيها البركة والخير والنماء وجعلتها خالدة لا يمكن أن تزول . (2) ولقد ظلت العين تبكي بكاء غزيراً أمام القبر الذي قد ضم داخله جسد النبي - r - الطاهر . (3) ثم دعا بالبركة لقبر الرسول ، وبالبركة للمدينة المنورة التي أقام بها الرسول الكريم

التذوق :

(بطيبةَ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور للتخصيص والتوكيد.

(رسم ومعهد) : نكرتان للتعظيم .

(بطيبةَ رسم ومعهد منير) : س / م ، يصور قبر الرسول في طيبة (المدينة المنورة) بنجوم منيرة.

(قد تعفو الرسومُ وتهمد) : قد مع الفعل المضارع تفيد الشك ، والمضارع للتجدد والاستمرار.

(معهد - تهمد) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها) : كناية عن شدة الحزن والأسى على الرسول - r - ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وفيها س / م ، للعين بإنسان يقف أمام قبر الرسول يبكي بحرقة عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بشدة الأسى والحزن على الفقيد العظيم (تذرفُ العينُ ) : تعبير يدل على غزارة الدموع المنهمرة حزناً على فراق الرسول (على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ) : كناية عن عظمة القبر لعظمة من يرقد فيه ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . (الذي فيهِ أحمدُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيه) للتخصيص والتوكيد.

(فبوركتَ) : أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى غرضه : الدعاء ، وبناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل وهو الله . (يا قبرَ الرسولِ) : أسلوب إنشائي طلبي/ نداء للتعظيم وإظهار الحب ، وإضافة قبر للرسول تفيد التشريف والتكريم والتعظيم .

(يا قبرَ الرسولِ) : س / م ، حيث صور القبر بإنسان ينادى عليه ، وسر جمالها التشخيص ، وتوحي الصورة بشدة الحسرة على فقد الرسول .

تذكر : كل نداء لما لا يعقل س / م ، وسر جمالها التشخيص .

(بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيها) للتخصيص والتوكيد ، والفعل (ثوى) يدل على طول الإقامة والبقاء والاستقرار ، وجاءت كلمة (الرشيد) معرفة للتعظيم .

(بوركتْ بلادٌ ثوى فيها الرشيدُ المسددُ) : كناية عن عظمة المدينة المنورة . (الرشيدُ المسددُ) : كناية عن الرسول - r - ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .



س1 : علل : غلبة الأسلوب الخبري على الأبيات السابقة .

جـ : غلب الأسلوب الخبري ؛ لتقرير شدة الحزن والأسى على فراق الرسول - r - وبيان عظمته .

النص :

§ إِمامٌ لَهُم يَهـديهِمُ الحَـقَّ جـاهِداً *** مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَســـــــــعَدوا

عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ عُــــذرَهُــم *** وَإِن يُحســِنوا فَاللَهُ بِالخَيرِ أَجــــوَدُ

§ عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَحيدوا عَنِ الهُدى *** حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا

§ عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنّي جَــــناحَهُ *** إِلى كَنَفٍ يَحـــنو عَلَيهِم وَيَمــــهَدُ

اللغويات :

- إمام : مرشد ، قائد ج أئمة × مأموم - يهديهم : يرشدهم × يضلهم - جاهدا : مجتهداً ، قدر طاقته × متخاذلاً - يطيعوه : يخضعوا وينقادوا له × يعصوه ، يتمردوا عليه - يسعدوا : يفرحوا × يتعسوا ، يشقوا - عفو : مسامح × منتقم - الزلات : الأخطاء م الزلة - يقبل : يرضى ، يسمح × يرفض - عذرهم : أسفهم ج أعذارهم - يحسنوا : يفعلوا الخير ، يبروا × يسيئوا - أجود : أكرم × أبخل - عزيز عليه : يصعب ، يشتد ، يشق عليه × هيّن ج أعزة وأعزاء وعزاز - يحيدوا : يميلوا ، يبتعدوا × يستقيموا - الهدى : الرشاد × الضلال - حريص : متمسك ج حِراص ، حُرصاء ، حريصون - يستقيموا : يعتدلوا على طريق الحق × ينحرفوا ، يحيدوا - عطوف : حنون ، شفوق × قاسٍ ج عُطُف - يثني : يبعد - جناح : عطف ، رفق ج أجنحة ، والمقصود بـ(يثني جناحه) : يشمل بعطفه - كنف : جانب ج أكناف - يحنو : يعطف ، يرفق ، يشفق × يقسو - يمهد : ييسر ويهيئ شئونهم × يعوق ، يعرقل ، يعسر .

الشـرح :

ثم يقول في عاطفة صادقة وحب حقيقي ، (4) إن الرسول - r - إمام الخلق يهديهم إلى الحق والصدق ، والسعادة في طاعته ، (5) وهو عفو عن الأخطاء ويسامح ، يقبل الأعذار وكريم يدعو إلى الإحسان. (6) ويحزن إن مالوا عن طريق الهدى ، حريص على هداية قومه . (7) وقد شمل عطفه جميع الخلق فلا يمنع أحداً من حنانه ورفقه.

التذوق :

(إمامٌ لَهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً) : كناية عن أهمية دور الرسول في تحقيق الهداية.

(إمامٌ لَهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره " هو إمام " ؛ للتركيز على معنى الخبر ، والتعبير بـ " جاهداً " يوحي بشدة جهده المبذول لهداية الناس .

(إمامٌ يهديهمُ الحقَّ) : س / م ، تصور الحق بهدية من الرسول الكريم تُهدى للبشرية ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(معلمُ صدقٍ) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره : " هو معلم " ؛ للتركيز على معنى الخبر .

(إنْ يطيعوهُ يسعدوا) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (السعادة) إن تحقق الشرط (الطاعة) ، ويسعدوا : نتيجة لما قبلها ، واستخدام الفعل المضارع يفيد : التجدد والاستمرار واستحضار صورة السعادة التي هُم عليها نتيجة الطاعة للرسول .

(إمام - معلم - صدق) : نكرات للتعظيم ، وتتابع هذه الصفات يدل على تعدد مناقب وصفات الرسول الكريمة .

(عفوٌّ عن الزلاتِ ، يقبلُ عذرهمْ) : إيجاز بحذف المبتدأ تقديره : " هو عفو " ؛ للتركيز على معنى الخبر .

(عفوٌّ عن الزلاتِ ، يقبلُ عذرهمْ) : كناية عن العفو واللين والتسامح مع الآخرين

(إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) : كناية عن الجود والكرم .

(إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) : أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب (كرم الله الغامر) إن تحقق الشرط (إحسانهم) ، فالله بالخير أجود : نتيجة لما قبلها والتعبير باسم التفضيل (أجود) يدل على قمة العطاء الغامر الذي سيغمر به الخالق من يُحسنون ، ولا تنسَ قول الله تعالى : (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ..) (من الآية 160 من سورة الأنعام).

س1 : في الأبيات السابقة اقتباس ، وضحه .

س 1 : أيهما أجمل : (إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ - إنْ يفعلوا الخير ، فاللهُ بالخيرِ أجودُ) ؟ ولماذا ؟

جـ : إنْ يحسنوا ، فاللهُ بالخيرِ أجود أجمل ؛ لأنها تدل على الإغداق وشدة الجهد المبذول في فعل الخير من كل نواحيه لإرضاء الخالق وبذل جميع المنافع مِن أي نوعٍ كان ، لأي مخلوق يكون .. ولا تنس (إن الله يحب المحسنين)

(عزيزٌ عليهِ أنْ يحيدوا عن الهدى) : كناية عن حرص الرسول على هداية صحابته وخوفه عليهم من العذاب إن انحرفوا عن الطريق المستقيم ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . واقتباس من القرآن الكريم (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (من التوبة : 128) .

(يحيدوا عن الهدى) : س / م ، تصور الهدى بالطريق يشق (يصعب) على الرسول أن يبتعد عنه صحابته ، وفيها تجسيم للمعنوي

(حريصٌ على أن يستقيموا ويهتدوا) : كناية عن حرص الرسول على تحقيق الاستقامة والهداية لأمته . والعطف للتوكيد.

(الهدى - يهتدوا) : محسن بديعي / جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .

(عفو - عزيز - حريص) : صيغ مبالغة تدل على كثرة حرص رسولنا الكريم على هداية أمته .

(يحيدوا - يستقيموا) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد ، واستخدام الفعل المضارع يفيد : التجدد والاستمرار واستحضار صورة السعادة التي هم عليها نتيجة الطاعة للرسول .

(يستقيموا - يهتدوا) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .

(عطوفٌ عليهمْ ، لا يثني جناحهُ إلى كنفٍ يَحنو عليهم ويمهدُ) : كناية عن العطف والرفق بالناس ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . واقتباس من القرآن الكريم (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)

(جناحه) : مجاز مرسل عن الرحمة ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(عطوفٌ - يَحنوُ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .

لا تنسَ : جاءت الأساليب في الأبيات من (4 - 7) كلها خبرية ؛ لتقرير وتأكيد الصفات الرائعة التي اتسم بها الرسول واستحق من خلالها أن يكون خير البشر .

النص :

- فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي *** لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوج

- وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَــمَّدٍ *** وَلا مِثلُهُ حَـتّى القِيامَةِ يُفــقَدُ

اللغويات :

- جودي : أي ابكي بغزارة × اجمدي - عليه : على الرسول - أعولي : ابكي واصرخي وارفعي صوتك بالبكاء حزناً - فَقَدَ: خسر - الماضون : السابقون × اللاحقون - الدهر : الزمن ج أدهر ، دهور ، أدهار - مثله : شبيهه ، نظيره - القيامة : يوم الحساب.

الشـرح :

(8) لذلك يطلب الشاعر من عينيه أن تبكيا بغزير الدمع لفقد خير البشر النبي - e - الذي لا مثيل له .

(9) فلم يفقد الماضون مثله ولن يُفقد مثله حتى قيام الساعة .

س1 : علامَ يدل ذكر اسم الرسول مرة (أحمد) ومرة أخرى (محمد) ؟

جـ : يدل ذلك على حبه الشديد لخير الخلق أجمعين ، وللتلذذ بذكر اسمه على لسانه ؛ فذكر الاسم ترطيب للسان لا شك .

التذوق :

(فجودي .. وأعولي) : إنشائي / أمر للتمني وإظهار الحزن والحسرة والحث وعلاقة (فجودي) بما قبلها من أبيات : نتيجة .

(فجودي عليهِ بالدموعِ وأعولي) : س / م ، تصور العينين بإنسان يؤمر ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بشدة الحزن .

(لفقدِ الذي لا مثلهُ الدَّهرِ يوجدُ) : تعليل لما قبله ، وكناية عن علو منزلة الرسول وتفرده بين البشر .

(وما فقدَ الماضونَ مثلَ محمدٍ ولا مثلهُ ، حتّى القيامةِ ، يفقدُ) : كناية عن علو قدر ومنزلة الرسول الكريم وتفرده بين البشر .

(ما فقد - يفقد) : محسن بديعي / طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

التعليق :

س1 : من أي الأغراض الشعرية هذا النص ؟ وما العصر الأدبي الذي ينتمي إليه ؟

جـ : الغرض الشعري : الرثاء وإن كان في باطنه المدح . - وينتمي النص لعصر صدر الإسلام .

س2: لماذا لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؟

جـ : لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؛ لأنه نصَّب (وضع) نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية .

س3 : ما سمات أسلوب الشاعر ؟

جـ : 1 - أسلوبه سهل واضح يشف عن تأثر بقيم الإسلام ومبادئه ، وتأثره بالقرآن الكريم في ألفاظه ومعانيه.

2 - الصور الخيالية عند الشاعر قليلة ، ولكنها معبرة عن فكرة الشاعر ، ومتسقة مع عاطفته.

3 - تأثر الشاعر في صوره وألفاظه بالمعجم الجديد من القرآن الكريم والهدي النبوي وقيم الإسلام ومبادئه .

س 4 : تظهر الأبيات تأثر الشاعر بالإسلام وبالمعجم القرآني ؟

جـ : بالفعل فلقد تأثر في موضوعه وألفاظه وتراكيبه وصوره بالإسلام وبالمعجم القرآني مثل :

(الرسول - يطيعوه - عفو - الله أجود - الهدى - يستقيموا - القيامة) .

* ملامح شخصية الشاعر : مؤمن ، قوي العاطفة ، شديد الإدراك لعظمة الرسول - r - ، ذو موهبة متميزة فقد كان يقول الشعر ارتجالاًً .

* أثر البيئة في النص :

البدء بالوقوف على الأطلال وبكاء الديار وذكر الرسوم تأثراً بالجاهليين ، فقد عاصر الجاهلية والإسلام .

س5 : من أي بحور الشعر هذا النص ؟ ولماذا استخدمه الشاعر ؟

جـ : القصيدة من بحر الطويل الذي يستخدمه الشعراء في الموضوعات الجادة غالباً ؛ ليناسب عاطفة الشاعر الحزينة .

س6 : علل : قلة الصور الخيالية في النص .

جـ : الصور قليلة لاعتماد الشاعر على الألفاظ المعبرة والموحية التي تفيد تقرير صفات الرسول - r - العظيمة التي لا مثيل لها.

س7 : علل : اعتماد الشاعر على الأسلوب الخبري في معظم الأبيات .

جـ : اعتماد الشاعر على الأسلوب الخبري لتقرير ولتوكيد صفات الرسول العظيمة التي جعلته خير من أنجبتهم البشرية .

س8 : علل : لم يبتعد الشاعر عن البناء التقليدي للقصيدة العربية.

جـ : لم يبتعد ؛ لأنه التزم بالبناء التقليدي حيث الوقوف على الأطلال.

أسئلة للمناقشة

س 1 :

- بَطَيبَةَ رَســمٌ لِلرَســـــــولِ وَمَعهَدُ *** مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسـومُ وَتَهمَدُ

- أَطالَت وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها *** عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ

- فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَســـولِ وَبورِكَت *** بِلادٌ ثَوى فيها الرَشـــيدُ المُسَدَّدُ

(أ) - ما مرادف " الرشيد " ؟ و ما مضاد " ثوى " ؟ و ما جمع " طلل " ؟

(ب) - ما الرسم ؟ وبمَ وصفه الشاعر ؟

(جـ) - لا يمكن أن ينفصل الشاعر عن تراث أجداده . وضح من خلال فهمك للأبيات السابقة . أو يبدو الشاعر متأثراً بالقدماء . وضح .

(د) - لماذا تبكي العين بغزارة ؟ وما الذي يدعو له الشاعر ؟

(هـ) - استخرج من الأبيات : أسلوب خبري لفظاً إنشائي - كناية - أسلوب قصر - استعارة مكنية - أسلوب إنشائي , وبين سر جمال كل ما سبق .

(و) - ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟

(ز) - ما اثر البيئة في النص ؟

س 2 :

- إِمامٌ لَهُم يَهـديهِمُ الحَـقَّ جـاهِداً *** مُعَلِّمُ صِدقٍ إِن يُطيعوهُ يَســـــــــعَدوا

- عَفُوٌّ عَنِ الزَلّاتِ يَقبَلُ عُــــذرَهُــم *** وَإِن يُحســِنوا فَاللَهُ بِالخَيرِ أَجــــوَدُ

- عَزيزٌ عَلَيهِ أَن يَحيدوا عَنِ الهُدى *** حَريصٌ عَلى أَن يَستَقيموا وَيَهتَدوا

- عَطوفٌ عَلَيهِم لا يُثَنّي جَــــناحَهُ *** إِلى كَنَفٍ يَحـــنو عَلَيهِم وَيَمــــهَدُ

(أ) - هات من الأبيات كلمة بمعنى (يميلوا ) ، وكلمة مضادها (يرفض) ، وكلمة بمعنى (يعتدلوا على طريق الحق) .

(ب) - أثبت الشاعر للرسول صفات عظيمة في الأبيات السابقة . وضح .

(جـ) - هات من الأبيات : إطناب ، وقدره - كناية - إيجازاً ، وقدره - استعارة مكنية - محسناً بديعياً ، وبين نوعه .

(د) - علل : قلة الصور البيانية في النص ، والإكثار من الأساليب الخبرية .

(هـ) - يظهر تأثر الشاعر بالقرآن الكريم في هذه الأبيات . وضح .

(و) - وضح الفرق بين ما تحته خط فيما يأتي : - الماء عزيز في الصحراء . - الرجل عزيز في قومه. - المؤمن عزيز النفس .

س 3 :

8 - فَجودي عَلَيهِ بِالدُموعِ وَأَعوِلي *** لِفَقدِ الَذي لا مِثلُهُ الدَهرُ يوجَدُ

9 - وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَــمَّدٍ *** وَلا مِثلُهُ حَـتّى القِيامَةِ يُفــقَدُ

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (فَقَدَ) : (أضاع - خسر - ضيّع - أهمل)

- مضاد (الماضون) : (السابقون - الكاتبون- اللاحقون - السلف)

- جمع (الدهر) : (أدهر - دهور - أدهار - كل ما سبق)

(ب) - ماذا يطلب الشاعر من عينيه ؟ ولماذا ؟

(جـ) - هات من الأبيات : كناية - أسلوباً إنشائياً - استعارة مكنية - محسناً بديعياً ، وبين نوعه .

(د) - إلى أي العصور الأدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما غرضه ؟

(هـ) - وضح الفرق بين ما تحته خط فيما يأتي : - فقد الرجل ماله . - فقدت مصر عظماء من المفكرين . - فقد الرجل ذاكرته .







تمهيد:

يرسم الرسول - r - في هذه الخطبة معالم طريق الفضيلة ويضع دستوراً لحياة كريمة ينعم بها من اعتصم بمبادئ هذا الدستور وقوانينه ، والخطبة تبرز لنا هذه المبادئ والقيم التي قوامها الحق والخير والعدل .

س1 : متى كانت خطبة الوداع ؟

جـ : خطبة الوداع كانت في يوم الخميس الثامن من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة.

س2 : لماذا سميت خطبة الوداع بهذا الاسم ؟

جـ : سميت خطبة الوداع بهذا الاسم ؛ لأن النبي - r - ألقاها يوم عرفة من جبل الرحمة في مائة وأربعة وأربعون ألفاً من الناس ، وقد نزل الوحي مبشراً باكتمال الدين وتمام النعمة على الناس وتوفى الرسول - r - بعدها بثلاثة أشهر

بيئة النص :

جاهد الرسول - r - لإرساء دعائم الدين الإسلامي ، وعندما اكتمل الدين ووضحت معالمه قام الرسول - r - بإلقاء خطبة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة ؛ ليلخص فيها تعاليم الإسلام ومنهجه ، وانتقل إلى الرفيق الأعلى ، بعد حوالي ثلاثة أشهر من خطبته هذه .

الخطبة

" الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ وَأَحُثُّكُمْ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَأَسْتَفْتِحُ اللهَ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ.

أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا مِنِّي أُبَيِّنْ لَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فِي مَوْقِفِي هَذَا. أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا . وَإِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَإِنَّ دِمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَبْدَأُ بِهِ دَمُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وَإِنَّ مَآثِرَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ غَيْرَ السِّدَانَةِ وَالسِّقَايَةِ. وَالْعَمْدُ قَوَدٌ وَشِبْهُ الْعَمْدِ مَا قُتِلَ بِالْعَصَا وَالحَجَرِ وَفِيهِ مِائَةُ بَعِيرٍ فَمَنْ زَادَ فَهُوَ مِنَ الجَاهِلِيَّةِ.

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِأَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ فِيمَا تُحَقِّرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ.

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ، وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ!

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مَالُ أَخِيهِ إِلَّا مِنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّه ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ!

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ! " .



المقدمة

" الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ وَأَحُثُّكُمْ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَأَسْتَفْتِحُ اللهَ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " .

اللغويات :

الحمد : الثناء والشكران × الذم ، الكفران - نستعينه : نطلب عونه × نستغني عنه - نستغفره : نطلب عفوه - نتوب : نرجع ، نندم - نعوذ : نلجأ ، نحتمي - شرور : ذنوب م شر - يهده : يرشده × يضله ، يغويه - أشهد : أقر وأعترف - شريك : ند ، مشارك ج شركاء - أوصيكم : أنصحكم - تقوى : وَرَع ، خوف من الله ، مخافة × فسوق - أحثكم : أشجعكم ، أحضكم × أثبطكم - أستفتح : أبدأ ، أستهل × أختتم .





الشـرح :

* اشتملت مقدمة الخطبة على :

1 - الحمد والثناء على الله وطلب العون والمساعدة والعفو من الله .

2 - اللجوء إلى الله هربا من شر النفوس والأعمال السيئة .

3 - التأكيد على أن الهداية من الله تعالى ، فلا هادي إلا الله .

4 - الإقرار بوحدانية الله تعالى ، وأن محمداً عبد لله ورسوله إلينا .

5 - النصيحة بالخوف من الله والحث على الطاعة .

س1 : لماذا أكد الرسول على تقوى الله ؟

جـ : لأن المرء محتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء ، وأتقى الأتقياء ، يحتاج إلى التقوى لأنه تمر به حالات ، ويضعف في حالات ، يحتاج إلى التقوى للثبات عليها ، يحتاج إلى التقوى للازدياد منها ، والتقوى هي طريق الجنة فقد سئل النبي - r - ما أكثر ما يدخل الناس الجنة قال : (تقوى الله وحسن الخلق) .

التذوق :

بلاغة الرسول - r - تكشف عن مواطن البراعة والدقة في فن القول في أرفع مستوياته فلقد امتلك ناصية البيان فكل قول في موضعه فهو أفصح من نطق بالضاد . والجاحظ خير من وصف بلاغة الرسول - r - بقوله : " هو الكلام الذي قل عدد حروفه ، وكثر عدد معانيه ، وجل عن الصنعة ونزه عن التكلف .. واستعمل المبسوط في مواضع البسط والمقصور في موضع القصر ، وهجر الغريب الوحشي ، ورغب عن الهجين السوقي.... وهو الكلام الذي ألقى الله المحبة عليه وغشاه بالقبول ، وجمع له بين المهابة والحلاوة وبين حسن الإفهام ، وقلة عدد الكلام"

(الحمد لله نحمده ونستعينه) : أسلوب خبري للتقرير والتوكيد أي تقرير وتأكيد استحقاقه للحمد ، والتعبير بالمضارع ؛ للتجدد والاستمرار واستحضار الصورة .

س1 : أيهما أدق هنا ؟ ولماذا : الجملة الاسمية (الحمد لله) أم الجملة الفعلية (أحمد الله) ؟

جـ : الجملة الاسمية (الحمد لله) ؛ لأنها تدل على الثبوت والاستمرارية .

(الحمد - نحمده) : جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا) : س / م ، تصور النفوس والأعمال بأشخاص شريرة نلجأ لله للهرب منها ، ولا ملجأ لنا إلا الله .

(من يهده الله فلا مضل له) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (فلا مضل له) إن تحقق الشرط ( يهده الله).

(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ - وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد . (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده) : أسلوب قصر مؤكد بالنفي والاستثناء يفيد التخصيص والتوكيد .

(وأشهد أن محمداً عبده) : التعبير بـ(عبده) يوحي بتواضع الرسول .

(أوصيكم عباد الله بتقوى الله) : كناية عن حب الرسول للناس والدعوة إلى الطاعة .

(عباد الله) : أسلوب إنشائي طلبي/ نداء للتنبيه ، وحذفت أداة النداء للدلالة على قربهم من قلبه .

(نحمده - نستعينه - نستغفره - نتوب - نعوذ - أوصيكم - أحثكم) : أفعال مضارعة تفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة .

س2 : ما القيمة المعنوية والفكرية لقوله صلى الله عليه وسلم (أوصيكم) ؟

جـ : ليدل على حرص الرسول الشديد على عباد الله ، ورغبته في إرشادهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة .

الوصية الأولى

"أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا مِنِّي أُبَيِّنْ لَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فِي مَوْقِفِي هَذَا. أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا . وَإِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَإِنَّ دِمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَبْدَأُ بِهِ دَمُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وَإِنَّ مَآثِرَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ غَيْرَ السِّدَانَةِ وَالسِّقَايَةِ. وَالْعَمْدُ قَوَدٌ وَشِبْهُ الْعَمْدِ مَا قُتِلَ بِالْعَصَا وَالحَجَرِ وَفِيهِ مِائَةُ بَعِيرٍ فَمَنْ زَادَ فَهُوَ مِنَ الجَاهِلِيَّةِ."

اللغويات :

- أما بعد : فصل خطاب ، حيث يفصل فيه الخطيب بين مقدمة خطبته وموضوعها - أبيّن : أوضح ، أظهر × أخفي - أدري : أعلم × أجهل - ألقاكم : أقابلكم × أفارقكم - موقفي هذا : أي وقوفي فوق جبل الرحمة - دماءكم : أي أنفسكم وأرواحكم - أعراض : م عِرض ، وهو الشرف والكرامة ، أو كل ما يُمْدَح ويُذَم من الإنسانِ - حرام : محرمة × حل - يومكم : يوم عرفة - شهركم : ذو الحجة - بلدكم : مكة المكرمة - بلغت : أوصلت الرسالة × كتمت - الربا : الزيادة بغير حق ، فائدة مالية مؤثّمة × النقصان - موضوع : باطل ، ساقط × مرفوع - مآثر : فضائل م مأثرة × المثالب - السدانة : خدمة الكعبة - السقاية : سقاية الحجيج - العمد : القصد × الخطأ - قَوَد : قصاص × صفح ، عفو - العصا : ج عصيّ ، عصوات - بعير : جمل ، ناقة ج أَباعِر ، وأَباعِير ، وبُعْرَان

الشـرح :

أوصى الرسول - r - الناس في هذا الجزء بـ :

1- حفظ الأموال والأنفس والأعراض وتحريمها .

2- حفظ الأمانة وردها لأصحابها .

3- تحريم التعامل بالربا في الأموال .

4- جزاء القتل العمد هو القصاص من القاتل .

5- جزاء القتل غير العمد مائة بعير .

س1 : علل : تكرار الرسول للكلمات ( موضوع - موضوعة) .

جـ : ليدل على ضرورة تركها وإهمالها وعدم المبالاة بها فهي من أمور الجاهلية الحقيرة التي أبطلها الإسلام ولذلك جعلها كالشيء الموضوع تحت القدمين .

س2 : لماذا استثنى الرسول السدانة والسقاية من مفاخر الجاهلية التي أسقطها الإسلام ؟

جـ : لأنه يريد أن يحث الناس ويدفعهم لخدمة الكعبة الشريفة وزوارها الذين يأتون من كل مكان لإكمال شعائر الدين .

س3 : لم أكد الرسول حرمة الربا ؟

جـ : لأنه نظام يزيد الفقراء فقراً ، ويجعل المجتمع طبقياً يمتلئ بالأحقاد والضغائن ويكثر فيه الجرائم ؛ لأنه مجتمع فيه خلل لا تكافل فيه ولا تعاون ؛ لأن القوة فيه للمال وأصحابه .

التذوق :

(أما بعد) : تسمى فصل خطاب بين المقدمة والموضوع .

(أيها الناس) : أسلوب إنشائي طلبي/ نداء للتنبيه والاستمالة ، وحذفت أداة النداء للدلالة على القرب والحب .

س1 : أيهما أدق هنا ؟ ولماذا : (أيها الناس) أم (أيها المسلمون) ؟

جـ : أيها الناس ؛ لأنها تدل على عمومية وشمولية رسالة الرسول - r -

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ، فالخطبة دستور نافع لجميع البشر .

(اسمعوا منّي) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للحث والنصح .

(أبين لكم) : تعليل لما قبلها ، وفي العبارة إيجاز بحذف المفعول به يثير الذهن .

(فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم) : تعليل لما قبلها / أسلوب مؤكد بإنّ .

(فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم) : كناية عن الشعور بقرب الخاتمة ودنو الأجل ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(بعد عامي هذا) : اسم الإشارة للتعظيم .

(في موقفي هذا) : كناية عن خطبة الوداع في حجة الوداع ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(أيها الناس) : أسلوب إنشائي / نداء للتنبيه ، وكرره الرسول - r - ليشدد على أهمية الإنصات والانتباه لكل ما يقول .

س2 : ما دلالة تكرار النداء في : " أيها الناس " في الخطبة ؟ [أجب بنفسك]

(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) : أسلوب مؤكد بإن ، والإضافة توحي بأن دماء المؤمنين وأموالهم وأعراضهم واحدة ..

(إن دماءكم .. عليكم حرام) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عليكم) على خبر إن (حرام) للتخصيص والتأكيد .

(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) : كناية عن عظمة وحرمة الدماء والأموال والأعراض ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) : العطف أفاد تعدد وتنوع المحرمات التي يجب ألا نقترب منها بأي حال من الأحوال .

(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا) : تشبيه تمثيلي لحرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة الحج وشهره وبلده (مكة المكرمة) ؛ لبيان خطورة التعرض لها .

(إلى أن تلقوا ربكم) : كناية عن الموت ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(ألا هل بلغت ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام للتقرير / ألا : حرف تنبيه .

(اللهم فاشهد) : أسلوبان إنشائيان .. اللهم : نداء للتعظيم ، اشهد : أمر للدعاء ، ويختم بهما النبي - r - كل نصائحه للإثارة وجذب الانتباه والتأكيد على كل ما قال ؛ لكيلا يكون للناس على الله حجة بعد هذا التأكيد .

(من كانت عنده أمانة فليؤدها) : أسلوب شرط للتوكيد .

(فليؤدها) : نتيجة لما قبلها ، وأسلوب إنشائي طلبي/ أمر للإلزام .

(أمانة) : نكرة للعموم والشمول .

(وإن ربا الجاهلية موضوع) : أسلوب مؤكد بإنّ ، وكناية عن قبح الربا ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي ..) : كناية عن نبذ ورفض تصرفات الجاهلية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(والعمد قَوَدٌ وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر , فيه مائة بعير) : كناية عن قبح القتل العمد وشدة جرمه ، وضرورة حفظ الحقوق ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .





الوصية الثانية

" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِأَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ فِيمَا تُحَقِّرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ. "

اللغويات :

الشيطان : إبليس ج شياطين - أيس : يئس ، قنط ، انقطع أمله في أن يطاع ، مل × أمل - أرضكم : مكة المكرمة - رضي : قبل × رفض - تحقرون : تستصغرون ، تستهينون × تعظمون

الشرح :

يحذر الرسول - r - في هذا الجزء من الخطبة من الشيطان ووساوسه لهم في الأمور البسيطة ليوقع بهم في الشر ومعصية الله ، فالله قد حفظ دينه وأَحْكَمَه لدرجة أنه لا سبيل أمام الشيطان إلى إفساد الدين إلا أنه سيدفع المسلمين إلى ارتكاب المعاصي كالقتال فيما بينهم والكذب والخيانة وغيرها من المعاصي فعليهم أن يحذروه .

س1 : ما المقصود بأن " الشيطان قد أيس أن يعبد .." ؟

جـ : أي أن الشيطان أيس (يأس) أن يعود أحد من المؤمنين إلى عبادة الأصنام والإشراك بالله مرة أخرى .

التذوق :

(أيها الناس) : أسلوب إنشائي / نداء للتنبيه ، وكرره الرسول- r - ليشدد على أهمية الإنصات والانتباه لكل ما يقول .

(إن الشيطان قد أيس أن يعبد في أرضكم) : أسلوب مؤكد بإنّ وقد مع الفعل الماضي ، وكناية عن قداسة أرض مكة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وبناء الفعل (يعبد) للمجهول إيجاز بالحذف .

(في أرضكم هذه) : استخدام اسم الاشارة (هذه) للتعظيم .

(لكنه) : استدراك لمنع الفهم الخاطئ .

(فيما تحقرون من أعمالكم) : كناية عن وسوسة الشيطان للناس في الأمور البسيطة ليوقع بهم .

الوصية الثالثة

" أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ، وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! " .

اللغويات :

النسيء : تأخير الأشهر الحرم - الكفر : المروق ، الجحود × الإيمان - يضل : يغوي × يهدي ، يرشد - يحلونه : يبيحونه × يحرمونه - ليواطئوا : يوافقوا ، يسايروا - عدة : عدد - الزمان : الوقت ج أزمنة ، أزمن - استدار : عاد (أي لترتيب الشهور) × ذهب - هيئة : حالة .

الشـرح :

أوصى الرسول - r - في هذا الجزء بتحريم تبديل الشهور كما كانوا يفعلون في الجاهلية ، فيجعلون شهر محرم بدلا من شهر صفر والعكس عام بعد عام . وعدد الشهور عند الله تعالى اثنا عشر شهرا مرتبة لا يجوز تغيرها وبذلك أعاد نظام الحج إلى تاريخه الإبراهيمي الأصلي أي ذي الحجة . والأشهر الحرم هي : (رجب - ذو القعدة - ذو الحجة - المحرم).

التذوق :

(إنما النسيء زيادة في الكفر) : أسلوب قصر أداته " إنما " ، يفيد التأكيد والتخصيص .

(يحلونه - يحرمونه) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(ليواطئوا عدة ما حرم الله) : تعليل لما قبله .

(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض) : أسلوب مؤكد بإن ، وس / م ، فيها تصوير للزمان بإنسان يستدير ، وسر جمال الصورة : التشخيص .

(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض) : تشبيه لعودة الزمان كما كان بيوم خلق الله للسماوات والأرض ، وسر جمال الصورة : التوضيح .

(السماوات - الأرض) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً) : أسلوب مؤكد بإن ، وأسلوب خبري للتقرير والتوكيد .

(منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد .... ) : تفصيل بعد الإجمال في (أربعة حرم) .

(ألا هل بلغت ؟) : أسلوب إنشائي طلبي/ استفهام للتقرير .

(اللهم فاشهد) : أسلوبان إنشائيان .. اللهم : نداء للتعظيم ، اشهد : أمر للدعاء ، ويختم بهما النبي - r - كل نصائحه للإثارة وجذب الانتباه والتأكيد على كل ما قال ؛ لكيلا يكون للناس على الله حجة بعد هذا التأكيد .

الوصية الرابعة

" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مَالُ أَخِيهِ إِلَّا مِنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ. أَلَا هَلْ بَلَّغُت ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّه ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! ".

اللغويات :

يحل : يباح × يحرم - طيب : رضا ، موافقة × غصب ج أطياب ، طيوب - يضرب : يقتل بالسيف - أخذتم به : تمسكتم × فيه - تضلوا : تغووا ، تبتعدوا عن طريق الحق × تهتدوا - سنة : طريقة ج سنن .

الشـرح :

أوصى الرسول في هذا الجزء بالأخوة والترابط بين المؤمنين . وتحريم أخذ الأموال إلا بطيب نفس ورضا . وعدم القتال والقتل والحروب بين المؤمنين . والتمسك بكتاب الله تعالى وسنة الرسول الكريم .

س1 : ما المقصود بقول الرسول : (فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ) ؟

جـ : أي لا تعودوا للغارات والسلب والاغتصاب كما كنتم في الجاهلية وتفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم بعضاً .

س2 : لماذا يجب علينا التمسك بكتاب الله تعالى وسنة الرسول الكريم ؟

جـ : لأنه سبيل العزة والفلاح والنجاح والنصر في الدنيا والآخرة ، والأمة الإسلامية إذا كانت متمسكة بهما ومجتمعة عليهما كانت دائماً في عزة وكرامة تهابها الأمم ويذل لها الملوك والتاريخ خير شاهد ، والأمة التي تركت كتاب ربها تمزقت وتفرقت ، وتكالب عليها الأعداء ، فشَقَت وعاشت في مذلة وضياع وخزي لا ينتهي .

التذوق :

(إنما المؤمنون إخوة) : أسلوب قصر بـ " إنما " يفيد التأكيد والتخصيص.

(إنما المؤمنون إخوة) : تشبيه بليغ حيث شبه المؤمنين بالإخوة ؛ ليؤكد قوة الصلة وعمق الرابطة بين المؤمنين فهي تتساوي وصلة الدم والرحم وأقوى من رابطة اللون ورابطة اللغة .

(لا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا من طيب) : أسلوب قصر بالنفي (لا) ، والاستثناء (إلا) يفيد التخصيص والتوكيد ، وفيه إيجاز بالحذف (لمؤمن أخذ) .

(فلا ترجعن بعدي كفارا) : أسلوب إنشائي طلبي/ نهي غرضه : النصح والتحذير ، وأيضاً أسلوب مؤكد بنون التوكيد ، وفيه إيجاز بالحذف (بعد موتي)

(يضرب بعضكم رقاب بعض) : كناية عن الكراهية والعداوة والقتل والحرب .

(رقاب) : مجاز مرسل علاقته : الجزئية عن الجسم كله، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(فإني قد تركت فيكم) : أسلوب مؤكد بإن ، وقد مع الفعل الماضي .

(ما إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وسنة نبيه) : كناية عن التمسك بالقرآن والسنة النبوية ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(... كتاب الله وسنة نبيه) : تفصيل بعد الإجمال في : (ما إن أخذتم به لن تضلوا..)

(ألا هل بلغت ؟) : أسلوب إنشائي طلبي/ استفهام للتقرير .

(اللهم فاشهد) : أسلوبان إنشائيان .. اللهم : نداء للتعظيم ، اشهد : أمر للدعاء ، ويختم بهما النبي - r - كل نصائحه للإثارة وجذب الانتباه والتأكيد على كل ما قال ؛ لكيلا يكون للناس على الله حجة بعد هذا التأكيد .

الوصية الخامسة

" أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا : نَعَمْ. قَالَ : فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ! "

اللغويات :

أباكم : آدم عليه السلام - تراب : ج أتربة - أكرمكم : أفضلكم × أهونكم ، أحقركم - أتقاكم : أخشاكم لله × أفجركم - عربي : ج عرب × أعجمي - عجمي : أجنبي ج عجم ، أعاجم - فضل : ميزة ، مزية ج فضول ، أفضال - التقوى : خشية الله × الفجور - يبلغ : يوصل - الشاهد : الحاضر ج ج الشهود ، الأشْهَاد، الشُّهَّد × الغائب

الشـرح :

وقد قرر الرسول - r - في خاتمة الخطبة وحدانية الله تعالى ، وأن كل الناس من أصل واحد هو " آدم عليه السلام " ، وقد خلق آدم من تراب ، وإن أفضل الناس عند الله هو الأكثر خشية وتقوى لله . وأعلن المساواة بين البشر ، فلا تفاضل بينهم إلا على أساس التقوى والعمل الصالح .







التذوق :

(إن ربكم واحد وإن أباكم واحد) : أسلوب مؤكد بإن ، كناية عن الوحدانية والمساواة والأصل الواحد للبشر فالكل من تراب ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(كلكم لآدم) : كناية عن المساواة والأخوة الإنسانية - ونلمح فيه هدم للقيم الجاهلية التي كانت تفخر بالآباء والأجداد ، و(كل) تفيد العموم والشمول .

(كلكم لآدم وآدم من تراب) : كناية عن ضرورة التواضع وعدم التكبر والتعالي على الخلق ؛ فكلنا من أصل واحد " التراب " .

(إن أكرمكم عند الله اتقاكم) : أسلوب مؤكد بإن .

(وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى) : أسلوب قصر بالنفي (ليس) والاستثناء (إلا) للتخصيص والتوكيد ؛ فالتقوى معيار التفاضل والتميز عند الخالق

(وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى) : كناية عن المساواة التامة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(عربي - عجمي) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد

(عربي - عجمي - فضل) : نكرات ؛ لتفيد العموم والشمول .

(قالوا : نعم) : إقرار واعتراف من المؤمنين أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة كاملة غير منقوصة.

(فليبلغ الشاهد الغائب !) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر للنصح والإرشاد .

(الشاهد - الغائب) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(ألا هل بلغت ؟) : أسلوب إنشائي طلبي/ استفهام للتقرير .

س1 : ما أساليب التوكيد التي استخدمها الرسول - r - ؟ ولماذا أكثر من هذه الأساليب في خطبته ؟

جـ : استخدم الرسول - r - أساليب التوكيد في مقاطع الخطبة بأكثر من وسيلة ، وهي : أداة التوكيد (إنَّ) والتكرار ، وتقديم ما حقه التأخير (ومنه القصر)، وأداتا التحقيق والتوكيد (قد وكل). ومما جاء مؤكداً بإن : (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام...) ، (وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ...)(وَإِنَّ دِمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ) (إِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَبْدَأُ بِهِ...) إلخ .

- وقد أكثر الرسول من أساليب التوكيد في خطبته لحسم أي شك أو تردد ؛ لأن ما تعرضه الخطبة من وصايا وأحكام للحياة لا تحتمل التأويل أو تقبل أن نميل عنها ونحيد .

س2 : ما أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف بين الخطبة والوصية ؟ [أجب بنفسك] .



التعليق :

س1 : الخطبة وصية متكاملة أو وثيقة جامعة مانعة . دلل . أو لماذا كانت خطبة الوداع هي الخطبة الجامعة ؟

جـ : بالفعل الخطبة وثيقة كاملة جامعة تضمنت كثيراً من الهدي النبوي في عبارات قننت الحقوق المدنية والاجتماعية للأمة الإسلامية ، ففيها إقرار مبدأ الأخوة والمساواة ، (إن ربكم واحد وإن أباكم واحد . كلكم لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، وفيها ثورة ناسخة لأعراف الجاهلية ، (فربا الجاهلية موضوع ، ودماء الجاهلية ومآثرها كلها موضوعة).

وفي خطبته - r - إقرار مبدأ الأخوة بين الناس ، فالناس جميعا متساوون ، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ، ومن ثمَّ تصبح الخطبة دستوراً عاماً شاملاً ؛ لبناء مجتمع متماسك متكاتف متكافل يشد بعضه بعضاً ، وتتكامل فيه جهود الفرد والجماعة والأسرة والمجتمع إذ كانت كلماتها وما تزال مصباح هداية للإنسان رغم تعاقب القرون واختلاف البيئات ، وتمايز الأجناس والقوميات .

س2 : ما أهم الأحكام والإرشادات الواردة في الجزء المقرر من الخطبة ؟

جـ : أهم الأحكام والإرشادات :

1 - الوصية بتقوى الله تعالى.

2 - حرمة الاعتداء على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم (وهي من حقوق الإنسان الضرورية) .

3 - وجوب أداء الأمانة إلى أهلها.

4 - تحريم الظلم والربا وكل عادات الجاهلية القبيحة كالأخذ بالثأر والعصبية والتفاخر بالأنساب.

5 - مشروعية القصاص والدية.

6 - تقديم القدوة والنموذج من قبل الحاكم لرعيته حتى تكمل طاعتهم له.

7 - التحذير من طاعة الشيطان بارتكاب المعاصي ، ومحقرات الذنوب.

8 - الأشهر الحرم لها حرمة في الإسلام.

9 - وجوب الأخوة بين المسلمين.

10 - النهي عن الاختلاف والافتراق الذي ينشأ عنه التقاتل.

11 - الوصية بكتاب الله وسنة نبيّه ولزوم التمسك بهما.

12 - تقرير المساواة بين الناس وأن أساس التفاضل بينهم تقوى الله والعمل الصالح.

13 - مسؤولية الأمة عن النبي - r - في تبليغه الرسالة وأداء الأمانة.

س3 : بمَ تميزت خطبة حجة الوداع أسلوبياً ؟

جـ : تميزت خطبة حجة الوداع بـ :

1 - جمال الألفاظ وسهولتها واتساقها مع المعاني فهي قوية حاسمة في الموضع الذي يتطلب ذلك وهي هادئة لينة في مواضع مغايرة ، فالنبي - r - أوتَِيَ جوامع الكلم .

2 - دقة الصياغة ، ومتانة السبك والتوازن الموسيقى والترتيب المنطقي لفكرها.

3 - ندرة الصور الخيالية وكثرة المؤكدات وتنّوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء مما يدفع الملل عن السامع .

س4 : لماذا أكثر الرسول - r - في خطبته من أساليب التوكيد ؟

جـ : لأن الرسول - r - يرسي قواعد تشريعية وتنظيمية ويقرر دستوراً ينظم حياة المسلمين .

أسئلة للمناقشة

/ " الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ وَأَحُثُّكُمْ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَأَسْتَفْتِحُ اللهَ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ " .

(أ) - ما جمع " هادي - شريك " ؟ و ما مضاد " يهده - الحمد " ؟ و ما معنى " نتوب - أحثكم " ؟

(ب) - بمَ استعاذ الرسول - r - في بداية خطبته ؟ وعلامَ يدل ذلك ؟ وبمَ وصّى ؟

(جـ) - في الفقرة ركن من أركان الإسلام الخمس . وضح .

(د) - هات من الفقرة السابقة :

1 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه .

2 - أسلوباً خبرياً مؤكداً ، وبين وسيلة توكيده .

3 - كناية ، وبين سر جمالها .

4 - محسنين بديعيين مختلفين ، وبين سر جمالهما .

"أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا مِنِّي أُبَيِّنْ لَكُمْ؛ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فِي مَوْقِفِي هَذَا. أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا . وَإِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَبْدَأُ بِهِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَإِنَّ دِمَاءَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَبْدَأُ بِهِ دَمُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ. وَإِنَّ مَآثِرَ الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ غَيْرَ السِّدَانَةِ وَالسِّقَايَةِ. وَالْعَمْدُ قَوَدٌ وَشِبْهُ الْعَمْدِ مَا قُتِلَ بِالْعَصَا وَالحَجَرِ وَفِيهِ مِائَةُ بَعِيرٍ فَمَنْ زَادَ فَهُوَ مِنَ الجَاهِلِيَّةِ." " .

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (موضوع) : (مكتوب - باطل - مدون - مناقش)

- مضاد (العمد) : (النسيان - الغفلة - الجهل - الخطأ)

- مفرد (مآثر) : (مأثرة - أثر - مأثور - مؤثر)

- جمع (عصا) : (عصيات - عصيان - عصيّ - عصاوي)

- جمع (بعير) : (أَباعِر - أَباعِير - بُعْرَان - كل ما سبق)

(ب) - لقد أوضحت الفقرة عادة من عادات الجاهلية التي قضى عليها الإسلام . وضحها ، وبين لماذا قضى الإسلام عليها ؟

(جـ) - كان الرسول - r - يستشعر دنو أجله . دلل على ذلك من الفقرة السابقة .

(د) - هات من الفقرة السابقة :

1 - أسلوبين إنشائيين مختلفين ، وبين غرضهما .

2 - أسلوباً للقصر ، وبين غرضه .

3 - كناية ، وبين سر جمالها .

(هـ) - ماذا أفاد العطف في : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) ؟

(و) - (عَامِي هَذَا فِي مَوْقِفِي هَذَا - كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) . وضح المقصود بما تحته خط .

" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِأَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ فِيمَا تُحَقِّرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ. "

(أ) - ما مرادف " أيس " ؟ و ما مضاد " يطاع " ؟ و ما معنى " يميز " ؟

(ب) - ما الذي يؤكده النبي الكريم ؟ وماذا يستدرك ؟

(جـ) - أيهما أدق هنا ؟ ولماذا : (أيها الناس) أم (أيها المسلمون) ؟

(د) - لماذا أكثر الرسول - r - في خطبته من أساليب التوكيد ؟

" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ ، وَإِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! " .

(أ) - ما مرادف " ليواطئوا - عدة " ؟ و ما مضاد " يضل - يحرمونه" ؟ و ما جمع " الزمان " ؟ وما المقصود بـ(النسيء) ؟

(ب) - ماذا كان يفعل أهل الجاهلية في الأشهر الحرم ؟ وماذا فعل الإسلام فيها ؟

(جـ) - علامَ يدل تكرار الرسول - r - لقوله :( أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟) ؟

(د) - هات من الفقرة السابقة :

1 - أسلوبين إنشائيين مختلفين ، وبين غرضهما .

2 - أسلوباً للقصر ، وبين غرضه .

3 - خيالاً ، وبين نوعه .

4 - محسناً بديعياً ، وبين سر جماله .

(هـ) - لماذا تعد هذه الخطبة دستوراً عاماً لكل الناس ؟

" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مَالُ أَخِيهِ إِلَّا مِنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ. أَلَا هَلْ بَلَّغُت ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّه ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ! ".

(أ) ‌- هات مرادف " يحل " , ومضاد " طيب " , وجمع " سُنة " في جمل من عندك.

(ب) - لماذا يشهد الرسول - r - الله في هذه الخطبة أكثر من مرة ؟

(جـ) - أي التعبيرين أجمل وأدق :

1 - (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، (المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ؟ ولماذا ؟

2 - (فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً) ، (فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً) ؟ ولماذا ؟

3 - (فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِ موتي كُفَّاراً) ، (فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً) ؟ ولماذا ؟

(د) - ما أهم سمات أسلوب الخطبة ؟

" أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ. قَالَ : فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ! "

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (فضل) : (ثناء - ميزة - زيادة - قيمة)

- مضاد (التقوي) : (الكفر - الجحود - الفجور - الإلحاد)

- مفرد (الدوح) : (الداحة - الدحية - الدوحة)

- جمع (عجمي) : (عواجم - عجائم - عجوم - أعاجم)

(ب) - ما الذي يؤكد عليه الرسول - r - في هذه الفقرة ؟

(جـ) - علل:

1 - تكرار النداء (أيها الناس) في الخطبة .

2 - استخدام الرسول - r - لأساليب التوكيد .

(د) - ماذا أفاد التعبير بـ :

1 - (عربي - عجمي - فضل) كأسماء نكرة ؟

2 - الجمع بين : (عربي - عجمي) ؟

3 - (قالوا : نعم) ؟



بن عبد الله البربري

التعريف بالشاعر : (? - 132 هـ / ? - 749 م)

فقيه ومحدث وأحد شعراء الزهد في العهد الأموي أخذ الشعر عنه وتتلمذ على يده أبو العتاهية ، من أهل خراسان ، سكن الرقة ، عرف بأبي أمية البربري والبربري لقب له ولم يكن من البربر وكان قاضى الرقة بالموصل وإمام مسجدها وكثيراً ما وفد على عمر بن عبد العزيز فأنشده من مواعظه ؛ لأنه يعلم أن الدين النصيحة ، وأحق الناس بالنصيحة الحاكم .

التمهيد :

في حياة الإنسان قيم لا يعيش بدونها ؛ قيم روحية وقيم مادية ، ومن القيم الروحية : الإيمان بالقضاء والقدر ، والتقوى ، والهدى ، والحق. أما القيم المادية فهي استشارة الآخرين ، وطلب الحق ، والظفر بالأشياء والبصر بالأمور ، والعلم الذي يكشف مكنون الأشياء فيجعلها واضحة جلية ، كما يجلو القمر الظلام . ومن هذه المعاني وتلك القيم انطلق الشاعر يضمنها هذا النص.

بيئة النص :

ينتمي هذا النص إلى العصر الأموي ، ويمثل غرضاً من أغراض الشعر ، وهو النصح والإرشاد الذي يتسق مع طبيعة الفترة التي عاش فيها الشاعر معاصراً الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ، حيث كان سابق البربري يفد على الخليفة يعظه. ويؤكد بعض القيم مثل : استشارة الآخرين والعدل والحق والعلم والتقوى مركزاً على أثر العلم في حياة الإنسان.

مناسبة القصيدة :

يقال : أن عمر بن العزيز كتب إلى سابق البربري ينشده (أي يطلب منه) الوعظ والنصيحة فأرسل إليه بهذه القصيدة ..

وهناك من يقول أن سابق البربري أرسلها لعمر كتعزيه بوفاة ولده .

الأبيات :

- بِاسـمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ *** والحَـــــــــمدُ للَّهِ أمَّا بَعدُ يا عُـمَرُ

- إن كنتَ تَعــلَمُ ما تأتي وما تَـــذَر *** فَكُن على حَــذر قد يَنفَعُ الحَـذَرُ

- واسـتَخبِرِ الناسَ عمّا أنت جَـاهِلُه *** إذا عَمِيتَ فقد يَجلو العَمَى الخَبرُ

اللغويات :

أنزلت : هبطت × رُفِعَت - السور : م سورة - الحمد : الثناء ، الشكر - أما بعد : فصل خطاب - تعلم : تعرف × تجهل - ما تأتي : ما تفعل × تترك - تذر : تترك ماضيه : وذر - حذر : حيطة ، احتراس × تهور ، اندفاع - ينفع : يفيد × يضر - استخبر : اطلب المعرفة الصحيحة ، اسأل × أخبر- عميت : أي جهلت × أدركت - يجلو : يزيل ، يكشف × يثبت - العمى : أي الجهل - الخبر : أي المعرفة والعلم والإدراك .

الشـرح :

(1) يبدأ الشاعر النص باسم الله الذي أنزل سور القرآن لهداية البشرية وبعد أن حمد الله وجه خطابه إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز قائلاً : (2) إن كنت تعرف ما تحب أن تفعل ، وما يجب أن تترك ، فإن عليك أن تكون حذراً واحترس ، فقد يمنع الحذر من وقوع الشر . (3) واسأل واستشر ذوي الخبرة وأهل المعرفة عما لا تعرفه ، فقد يزيل الاستخبار ما خفي عليك ويكشف لك جوانب لم تكن مدركة من قبل .

س1 : تبدو الروح الإسلامية واضحة في مطلع القصيدة . وضح .

جـ : بالفعل نشعر بهذه الروح في قول الشاعر : "بِاسـمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ " وقوله : " والحَمدُ للَّهِ " ، وهي تدل على النزعة الإيمانية

س2 : بم تفسر خطاب سابق لعمر بن عبد العزيز ؟

جـ : لأنه يؤمن بأن الدين النصيحة ، لذلك فهو يسدي نصائحه للخليفة ، ويذكِّره بما ينبغي أن يكون عليه ، (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات:55)

س3 : ما النصائح التي قدمها الشاعر لعمر في الأبيات السابقة ؟

جـ : أن يكون على حذر في كل الأمور التي يبحث عنها أو في الأمور التي يريد أن يتركها ، وأن يسأل ذوي الخبرة وأهل المعرفة عما لا يعرفه ، فقد يزيل الاستخبار (السؤال) ما خفي عليه ويكشف له جوانب لم تكن مدركة من قبل .

التذوق :

(بِاسمِ الذِي) : إيجاز بحذف المبتدأ ، وتقديره : (ابتدائي أو قولي) .

(أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (من عنده) على نائب الفاعل (السور) يفيد التخصيص والتوكيد ، وبناء الفعل (أنزلت) للمجهول إيجاز بالحذف للعلم بالفاعل وهو الله ، و كناية عن الله سبحانه وتعالى.

(يا عُمَرُ) : نداء للتعظيم ولجذب الانتباه لما هو قادم .

(السور - عمر) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن .

(تأتي - تَذَر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ، وأيضاً إيجاز بحذف المفعول به يفيد العموم والشمول .

(فَكُن على حَذر) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر ، غرضه : النصح والإرشاد .

(قد يَنفَعُ الحَذَرُ) : استخدام (قد + الفعل المضارع ينفع) للشك في نفع المعرفة أمام قضاء الله ؛ لأن الله غالب علي أمره .

(قد يَنفَعُ الحَذَرُ) : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى ، والجملة فيها تعليل لما قبلها ، وتكرار (حَذر - الحَذَرُ) : للتوكيد .

(واستَخبِر) : أسلوب إنشائي طلبي/ أمر ، غرضه : النصح والإرشاد .

(إذا عَمِيتَ) : كناية عن الجهل وعدم المعرفة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(يَجلو العَمَى الخبر) : س / م ، حيث شبه الخبر بشخص يزيل ويجلي ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وصور العمى بشيء مادي يزال ويمحى ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(العَمَى) : س / ص ، حيث صور الشاعر الجهل الذي يتخبط فيه الجاهل بالعمى ، وسر جمال الصورة : التوضيح .

(يَجلو العَمَى الخبرُ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (العمى) على الفاعل (الخبر) يفيد التخصيص والتوكيد.

(قد يَجلو العَمَى الخبر) : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى ، والجملة فيها تعليل لما قبلها .

الأبيات :

- مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحـاجَتهِ *** و طالِبُ الحقِّ قد يُهـدَى له الظَّفـَرُ

- وفي الهُدَى عِبَرٌ تَشـــفَى القلوبُ بها *** كالغَيثِ يَنضِرُ عن وَسمِيِّه الشَّجـَرُ

- وليسَ ذُو العِـلم بالتَّقوى كَجــاهِلِها *** ولا البَصيرُ كأعــمَى ما له بَصَــــرُ

اللغويات :

يطلب : أي يريد × يترك - الجور : الظلم ، الحَيْف ، الضَيْم ، البَغْي × العدل ، الإنصاف - يظفر : يفوز ، ينال × يخسر ، يفقد - حاجته : طلبه ج حاج ، حوائج × استغناءه - يهدى : يعطى ، يمنح × يُسلب ، يُحرم - الظفر : الفوز × الخسارة ، الهزيمة - الهدى : الهداية ، الرشاد × الضلال والغواية - عبر : مواعظ م عِبرة - تشفى : تبرأ ، تتعافى × تمرض ، تسقم - الغيث : المطر ج غيوث ، أغياث - ينضر : يخضر × ييبس ، يذبل - الوَسْمِيّ : مطر الربيع الأَول - التقوى : الورع ، الإيمان ، خشية الله × الفجور - البصير : العليم الخبير ، ثاقب النظر ج بصراء × الأعمى - أعمى : كفيف ، فاقد البصر ، والمقصود : جاهل ج عمي وعميان - بصر : أي إدراك ، فهم .

الشـرح :

(4) واعلم أن من يحاول تحقيق أهدافه وأماله بالظلم والجور فلن يحقق شيئاً ولن يفوز بما يطلبه ، ومن كان عادلاً يسعى إلى إحقاق الحق ، فهذا هو الذي ييسر الله له سبل النجاح ويوفقه في كل أعماله . (5) وفى الهداية عظات تريح القلوب وتحييها، مثلما يحيى الغيث الشجر اليابس ويعيد إليه الحياة . (6) فليس صاحب العلم التقى الورع كالجاهل ، وليس البصير المهتدي كالأعمى الذي لا يبصر شيئاً فيتخبط في ظلامه .

س1 : ما جزاء من يحاول تحقيق طموحاته بالظلم ؟ وما جزاء من يحاول تحقيق طموحاته بالحق والعدل ؟

جـ : من يحاول تحقيق طموحاته بالظلم يجازى بالفشل والخسران ولا يوفقه الله في عمله .

- من يحاول تحقيق طموحاته بالحق والعدل ييسر له الله كل أسباب النجاح والفلاح

س2 : متى تشفى القلوب ؟

جـ : تشفى القلوب بالهدى .

التذوق :

(مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحاجَته) : أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (لا يَظفَر بحاجَته) إن تحقق الشرط

(لا يَظفَر) : استخدام أداة النفي (لا) للدلالة على استمرارية فشل الباحث عن الظلم ، و(لا يظفر) نتيجة لما قبلها .

(يَطلُبِ الجَورَ) : س / م ، حيث شبه الجور بشيء مادي يطلبه الإنسان ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(وطالب الحق) : س / م ، حيث شبه الحق بشيء مادي يطلبه الإنسان ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(يُهدَى له الظَّفَرُ) : س / م ، فيها تشبيه للظفر بالهبة والهدية التي تقدم لطالب الحق ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(يُهدَى له الظَّفَرُ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (فيه) على نائب الفاعل (الظفر) للتخصيص والتوكيد.

(قد يُهدَى له الظَّفَرُ) : إطناب بالتوضيح يؤكد المعنى لعبارة (طالب الحق) .

(يُهدَىُ) : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف ؛ للدلالة علي الفاعل وهو " الله " .

(الظَّفَرُ) : معرفة للتعظيم فهو هدية الله لطالب الحق .

(البيت الرابع) : بين شطريه محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .

(عِبَرٌ تُشفَى القلوبُ) : س / م ، حيث شبه العبر بالدواء الشافي للقلوب ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(وفي الهُدَى عِبَرٌ) : قصر للتخصيص والتوكيد .

(وفي الهُدَى عِبَرٌ .. كالغيث) : تشبيه تمثيلي فيه تشبيه فعل الهداية في شفاء القلب كفعل المطر للشجر في جعله ينمو ويزداد خضرة ورونقاً وجمالاً ، وسر جمال الصورة : التوضيح برسم الصورة .

(الغَيثِ) : معرفة للتعظيم .

(ينضر عن وسميه الشجر) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عن وسميه) على الفاعل (الشجر) يفيد التخصيص والتوكيد

(تُشفَى - يَنضُرُ) : مضارع للتجدد والاستمرار .

(وليسَ ذُو العِلم بالتقوى كجاهلها) : تشبيه منفي ينفي فيه الشاعر أن يكون العالم التقي الورع كالجاهل الذي يتخبط في جهله ، وسر جمال الصورة : التوضيح .

(ذُو العِلم - جاهِلِها) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(ولا البصير كالأعمى) : تشبيه منفي ينفي فيه الشاعر أن يكون المبصر المدرك كالأعمى الذي يتخبط في طريقه .

(البَصيرُ) : س / ص ، حيث صور الشاعر الإنسان المدرك المهتدي بالبصير .

(أعمَى) : س / ص ، حيث صور الشاعر الإنسان الجاهل الذي يتخبط في جهله بالأعمى .

(البَصيرُ- أعمَى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

نقد : يؤخذ على الشاعر قوله : (ما له بصر) بعد (أعمى) فهي مجلوبة للقافية ؛ لأنها لم تضف جديداً للمعنى ، ويجوز أن نقول أن التعبير بـ (ما له بصر) إطناب بالتفسير بعد قوله : (أعمى) .

الأبيات :

- والرُّشـدُ نافلةٌ تُهدَى لصاحِــــــــبِها *** والغَيُّ يُكرَه منه الوِردُ و الصَّـدَرُ

- و الذِّكرُ فيه حَــــــــــيَاةٌ لِلقُلُوبِ كما *** يُحـيِي البِلادَ إذا ما ماتَت المَطَرُ

- والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه *** كما يُجلي سـوادَ الظُّلمةِ القَمَرَُ

اللغويات :

الرشد : العقل ، الهدى × الغواية ، الضلال - نافلة : هبة ، هدية ج نوافل - الغي : الضلال ، الغواية × الهداية ، الرشاد - الورد : الإِشرافُ على الماء للشرب ، الإتيان ، الحضور ، والمقصود : أوله - الصدر : الانصراف عن الماء ، الرجوع ، والمقصود : آخره × الورد - الذكر : أي القرآن الكريم - حياة : أي بقاء ، عيْش ج حَيَوات مادتها : حيي - يجلو : يزيل ، يمحو ، يكشف ، يطمس × يثبت - العمي : أي الجهل - يجلى : يكشف ، يزيل ، يمحو × يخفي - سواد : عتمة × بياض ج أسودة .





الشـرح :

(7) إن التعقل هبة ومنحة ربانية للإنسان الذي هداه الله ، وإن الضلال مكروه في كل الأوقات. (8) فالذكر يحيى القلوب ويغذيها ويطهرها مثلما يحيى المطر البلاد بما فيها ومن فيها، (9) كما أن العلم يزيل صدأ القلوب وجهالتها مثلما يكشف القمر ويبدد الظلام الدامس.

س1 : متى تحيا القلوب ؟ ومتى يزول الجهل ؟

جـ : تحيا القلوب بالذكر (القرآن) ، ويزول الجهل بالعلم .

التذوق :

(والرُّشدُ نافلة) : تشبيه للرشد بالهدية أو الهبة التي يمنحها الخالق لكل عاقل حكيم ، وسر جمال الصورة : التجسيم .

(نافلة تُهدَىٌ لصاحبها) : س / م ، للنافلة بالهدية أو الهبة ، وسر جمال الصورة : التجسيم . وكلمة (نافلة) استخدمت في صورتين وهذا يسمى خيالاً تركيبياً .

(تُهدَى) : بناء الفعل للمجهول إيجاز بالحذف ؛ للدلالة علي الفاعل وهو " الله "

(الرُّشدُ - الغَيُّ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(الورد - الصدر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(والذِّكرُ فيه حَيَاةٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور(فيه) على الخبر (حياة) يفيد التخصيص والتوكيد .

(والذِّكرُ فيه حياة للقلوب كما يُحيى البلادَ إذا ما ماتت المطر) : تشبيه تمثيلي حيث صور الذكر في إحيائه للقلوب بالمطر الذي ينمو به النبات وتحيا به الأرض ، وهي صورة توحي بأهمية القرآن في إعمار القلوب وإراحتها .

(يُحيِي - ماتَت) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(حَيَاةٌ - يُحيِي) : جناس اشتقاقي ناقص يعطي جرساً موسيقياً يطرب الأذن

(والعِلمُ يَجلُو العمى) : س / م ، حيث صور العلم بالنور الذي يزيل عمى القلب .

(العمى) : استعارة تصريحية حيث صور الجهل والضلال بالعمى الذي يزال بالعلم (والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه كما يُجلي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرَُ) : تشبيه تمثيلي حيث شبه حال العلم وهو يكشف ويزيل الجهل بحال القمر وهو يزيل الظلام ، والصورة فيها توضيح لأهمية العلم في حياة كل إنسان (وتجري الصورة مجري الحكمة).

(العلم - العمى ، الظلمة - القمر) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(يُجلّي سوادَ الظُّلمةِ القَمَرُ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (سواد الظلمة) على الفاعل (القمر) يفيد التخصيص والتوكيد .

س1 : لِمَ آثر الشاعر الأسلوب الخبري في الأبيات ؟

جـ : آثر الشاعر الأسلوب الخبري في الأبيات ؛ لأنه يعرض حقائق واقعة لا مجال للشك فيها ، ولتقرير المعنى وتوضيحه ، والنصيحة التي يقدمها الشاعر يلائمها الأسلوب الخبري القائم على الإقناع وسوق الأدلة.

التعليق :

س1 ما الغرض الشعري للنص ؟

جـ : يمثل النص غرض النصح والإرشاد والذي يتماشى مع عصر الشاعر حيث كان شاعرنا سابق البربري يفد على الخليفة يعظه

س2 : ما القيم التي يؤكدها الشاعر في النص؟

جـ : يؤكد قيم أهمية الحذر ، وضرورة استشارة الآخرين ، العدل ، الحق ، العلم ، التقوى .

س3 : ما سمات أسلوب الشاعر ؟

جـ : من سمات أسلوب الشاعر : 1 - استخدام المفردات الدينية. 2 - الإقناع بصور الحكمة والنصح. 3 - استخدام بعض المحسنات مثل : الطباق والمقابلة. 4 - المباشرة والخطابية والتقرير. 5 - وضوح اللغة وسلاسة العبارة. 6 - تنوع الأساليب بين الخبر والإنشائي.

/ عناصر البناء الفني في النص :

ينتمي هذا النص إلى غرض النصح والإرشاد الذي يعبر عن حكمة قائله وخبرته بالحياة وإبراز خبرة الشاعر وتجربته في الحياة منطلقاًً في ذلك من نصح الخليفة عمر بن عبد العزيز.

أسئلة للمناقشة

س 1 :

1 - بِاسـمِ الذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِندِهِ السُّوَرُ *** والحَـــــــــمدُ للَّهِ أمَّا بَعدُ يا عُـمَرُ

2 - إن كنتَ تَعــلَمُ ما تأتي وما تَـــذَر *** فَكُن على حَــذر قد يَنفَعُ الحَـذَرُ

3 - واسـتَخبِرِ الناسَ عمّا أنت جَـاهِلُه *** إذا عَمِيتَ فقد يَجلو العَمَى الخَبَرُ

(أ) - هات من الأبيات كلمة بمعنى (حيطة - يزيل) ، وكلمة مضادها (رُفِعَت - تترك) .

(ب) - ما قيمة الحذر ؟ وما فائدة الاستخبار ؟

(جـ) - استخرج من الأبيات :

1 - إطناباً ، وقدره .

2 - محسناً بديعياً .

3 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه البلاغي .

4 - استعارة تصريحية.

(د) - ما مصدر الموسيقى الإضافية في البيت الأول ؟

(هـ) - إلى أي العصور الأدبية ينتمي هذا النص ؟ و ما غرضه ؟

س 2 :

4 - مَن يَطلُبِ الجَورَ لا يَظفَر بحـاجَتهِ *** و طالِبُ الحقِّ قد يُهـدَى له الظَّفـَرُ

5 - وفي الهُدَى عِبَرٌ تَشـــفَى القلوبُ بها *** كالغَيثِ يَنضِرُ عن وَسمِيِّه الشَّجـَرُ

6 - وليسَ ذُو العِـلم بالتَّقوى كَجـاهِلِها *** ولا البَصـيرُ كأعــمَى ما له بَصَــــرُ

(أ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (الجور) : (الظلم ، الحَيْف ، الضَيْم- كل ما سبق)

- مضاد (تشفى) : (تبرأ - تقوى - تسقم - الإلحاد)

- جمع (البصير) : (البصراء - الأبصار - البصائر - البصيرات)

(ب) - كيف يظفر الإنسان بما يريد في الحياة ؟ ومتى يفشل ؟

(جـ) - هات من الأبيات : تشبيهين مختلفين - كناية - أسلوب قصر - إطناباً ، وقدره - محسناً بديعياً .

(د) - ما قيمة الهداية للقلوب ؟ وبمَ شبهها الشاعر ؟

(هـ) - ما أهم سمات أسلوب الشاعر؟

س 3 :

7 - والرُّشـدُ نافلةٌ تُهدَى لصاحِــــــــبِها *** والغَيُّ يُكرَه منه الوِردُ و الصَّـدَرُ

8 - و الذِّكرُ فيه حَــــــــــيَاةٌ لِلقُلُوبِ كما *** يُحـيِي البِلادَ إذا ما ماتَت المَطَرُ

9 - والعِلمُ يَجلُو العَمَى عن قلبِ صاحبِه *** كما يُجلي سـوادَ الظُّلمةِ القَمَرَُ

(أ) ‌- هات مرادف (نافلة - قلب) , ومضاد (الصدر - يجلو) , وجمع (سواد - حياة) , في جمل من عندك.

(ب) - للذكر أثر عظيم في قلوب البشر . وضح .

(جـ) - هات من الأبيات : محسنين بديعيين مختلفين - تشبيهاً تمثيلياً - أسلوب قصر - استعارة تصريحية - استعارة مكنية .

(د) - لماذا فضل الشاعر للأسلوب الخبري على الأسلوب الإنشائي في الأبيات السابقة ؟

(هـ) - ما أثر كل من ( الرشد - الذكر - العلم ) على الإنسان ؟

(و) - بماذا تسمي أو تصف الحاكم الذي يتقبل النصيحة والحاكم الذي لا يتقبلها















للحسن البصري

التعريف بالخطيب : (21 - 110هـ ، 642 - 728م)

هو الحسن بن أبي الحسن البصري وكنيته أبو سعيد مولى الأنصار . ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة ، وتوفى سنة مائة وعشر ، وهو من العباد الفقهاء الخطباء في مسائل علم التوحيد وتلميذه واصل بن عطاء رأس المعتزلة .

تمهيد :

كان الحسن البصري واعظاً يأمر بالمعروف ويرشد المسلمين وكان يلقي العظات الدينية حافلة بالحكمة فهو يذكر بالله واليوم الآخر ، ويحث على التقوى ويرشد المسلمين إلى ما يجب أن يكونوا عليه من الأخلاق الكريمة من اقتران القول بالعمل والصبر في طلب العلم والتحلي بشمائل تصونهم عن الزلل مثل : (الحلم - الفراسة - الصبر - الشفقة) وهذا النص مما قاله في هذا الباب .

س1 : من أي فنون النثر هذا النص ؟ وما موضوعه ؟

جـ : النص من فن الخطابة .

- وخطبته من خطب الوعظ التي تحث على مكارم الأخلاق وتبث القيم والتعاليم الدينية في الناس ، وتأخذ بأيديهم وعقولهم فتستقيم حياتهم .

الخطبة :

استهل الإمام الحسن البصري خطبته الشهيرة فقال :

" هيهاتَ هيهاتَ .... أهلكَ الناسَ الأمانيٌّ : قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين ، مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً! وأسمع حسيساً (صوتاً) ولا أرى أنيساً ! دخل القومُ والله ثم خرجوا ، وعرفوا ثم أنكروا ، وحرَّموا ثم استَحَلُّوا ، إنما دينُ أحدِكم لعقةٌ (أي شيء قليل) على لسانه ، إذا سُئِل أمؤمنٌ أنت بيوم الحساب؟ قال : نعم! كذَبَ ومالكِ يومِ الدين إن من أخلاق المؤمن قوةً في دين ، وإيمانًا في يقين ، وعلمًا في حِلم (صبر) ، وحِلمًا بعلم ، وكيْساً (فطنة وعقل ) في رفق ، وتحمُّلاً في فاقة (فقر) ، وقصداً في غنى ، وعطاءً في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة ، لا يحيفُ (يجور وبظلم) على من يُبْغِضُ ، ولا يَأثمُ في مساعدة من يُحِبُّ ، لا يهمزُ (يغتاب) ولا يغمزُ (يعرّض بإنسان) ولا يلمزُ (يعيب ، ينتقص) ، ولا يغلو ولا يلهو ولا يلعبُ ، ولا يَشْمَتُ بالفجيعة (المصيبة ) إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ بالمعصية إذا نزلت بسواه .

المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ ، قولُه شفاءٌ ، وصبرُه تُقى ، وسكوتُه فكرةٌ ، ونَظَرُهُ عِبرةٌ (عظة) ، يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ ، ويتكلمُ ليغنمَ ، وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل " .

اللغويات :

استهل : افتتح × اختتم - هيهات : اسم فعل ماضي بمعنى بعد - أهلك : أفنى - الأماني : الآمال ، المطالب - صبر : جلد وتحمل × جزع - يقين : تأكد ، ثقة × شك - حسيساً : صوتاً خفياً - أنيس : صديق حميم حسن الألفة والملاطفة ، رفيق ، جليس - أنكروا : جحدوا ، تنصلوا × أقروا - حرموا : منعوا ، حظروا × أباحوا - استحلوا : عدوه حلالاً ، استباحوا × حرموا - دين أحدكم : ملته ج أديان - لعقة : ملء ملعقة ، لحسة ، والمقصود : الشيء القليل - إيماناً : تصديقاً × كفراً - حِلم : أَناة ، صبر ، ضبط نفْس ، تعقّل ، تمهل × طيش ، رعونة ، تهوّر ج أحلام ، حلوم - كيْس : فطنة ، عقَل × حمق - رفق : لين × قسوة - فاقة : فقر ، عَوَز ، حاجة × غنى - قصْد : توسط في الإنفاق ، اقتصاد ، اعتدال × إسراف - إنصاف : عدل × جور ، ظلم - الاستقامة : الصلاح ، الاعتدال × الانحراف ، الميل - يحيف : يجور ويظلم × يعدل - يبغض : يكره ، يمقت × يحب - يأثم : يذنب - لا يهمز : لا يغتاب ولا يعيب ولا يطعن - لا يغمز : لا يعرض بإنسان ويطعن فيه - لا يلمز : لا يغتاب ولا يعيب ولا ينتقص - لا يغلو : لا يتجاوز الحد ، يتشدد ، يبالغ × يعتدل ، يتساهل - يشمت : يظهر الفرح في المصيبة - الفجيعة : المصيبة المؤلمة ج الفجائع - نزلت : جاءت ، حلت ، أصابت - لا يسر : لا يسعد × لا يحزن - المعصية : الإثم ، الخطيئة ، العصيان × الطاعة - خاشع : متضرع ، خاضع لله × عاصٍ ، متمرد - الركوع : الانحناء والسجود ، جُثُو× القيام - مسارع : مبادر × متباطئ - شفاء : برء ، علاج ، إبلال × مرض - صبره : جلده وتحمله × جزعه - تقى : ورع ، إيمان × فجور - سكوته : صمته × كلامه - فكرة : أي تفكّر ، تأمل - عِبرة : عظة ج عبر - يخالط : يجالس ، يختلط × يعتزل - يسلم : يخلص وينجو من الأذى × يُؤذى - يغنم : يربح ، يكسب ، يفوز × يغرم ، يخسر - سفه عليه : أهين ، تعرض لطيش × كرّم - جير عليه : ظلم ، اعتدي عليه × أنصف .

س1 : ما الفرق بين العدل والإحسان ؟

جـ : الفرق بين العدل و الإحسان :

- العدل : هو الإنصاف ، أو هو أن يعطي الإنسان ما يساوي حقه دون زيادة أو نقصان .

- والإحسان : أن يعطي أكثر مما عليه ، ويأخذ أقل مما له . فالإحسان زائد عليه .

فتحرّي وإقامة العدل أمر لازم وواجب وتحري الإحسان ندب وتطوع . ولذلك عظّم الله ثواب أهل الإحسان فقال : (إن الله يحب المحسنين) (المائدة : 13) .

الشـرح :

بدأ الإمام الحسن البصري خطبته ببيان أهمية التطبيق العملي للقول حتى لا تكون الأقوال مجرد أماني لا تقدم بها أو انتفاع .

كما أن المعرفة تحتاج إلى الصبر في اكتسابها والوصول إليها ، كما يحتاج الإيمان إلى اليقين ؛ لتقوى العزائم وتنجز الأعمال ، ويتعجب من الرجال الذين يعطلون عقولهم ولا يتفكرون ، ومن أصحاب الأصوات العالية الذين لا يشعر الإنسان معهم بأنس أو أمان ولا نفع ينتظر منهم .

ثم انتقل الإمام الحسن البصري إلى بيان ما يصيب بعض الناس من تبدل الأحوال ، وضعف العزيمة وسفاهة العقل وسوء الفهم لأمور الدين وشئون الدنيا .

ويؤكد أن المؤمن راجح العقل قوي العزيمة ، فهو قوي في الدين ، وحليم في علمه ، و كيِّس فطِن صابر في الضراء معتدل في السراء ، عطوف رحيم ، مؤدٍّ الحق لصاحبه ، ينصف الآخرين وإن كان على خلاف معهم ، لا يسيء للآخرين بغمز أو لمز أو همز ، معتدل الحال ، لا يحقد على أحد ولا يشمت فيه.

وهو خاشع في صلاته مخلص في عبادته ، تقي ثاقب البصر في الأمور ذو بصيرة نافذة ، يخالط العلماء ويحسن معاشرتهم ويجلهم ، صبور ، حليم ، عادل .

س1 : ما الذي أهلك الناس من وجهة نظر الخطيب ؟

جـ : الذي أهلكهم ميلهم إلي شهوات النفس وأمانيها الخداعة .

س2 : اذكر بعض الأماني التي أهلكت الناس ؟

جـ : منها القول بلا عمل أو جهد ، والمعرفة التي يود تحصيلها بغير صبر عليها ، والإيمان الضعيف بلا يقين قوي في الله .

س3 : ما الذي يتعجب منه الإمام الحسن البصري في الخطبة ؟

جـ : يتعجب من كثرة الأجسام وضخامتها غير أنها تفتقر إلي الحكمة والعقل وضعف العزيمة واتصافها بسفاهة العقل وسوء الفهم لأمور الدين وشئون الدنيا.

س4 : للمؤمن صفات وضحها الخطيب . اذكرها .

جـ : صفات المؤمن :

1 - قوة الدين وإيمان بالله كله يقين .

2 - علم مع الرفق بالناس .

3 - الصبر على الفقر .

4 - الاقتصاد وعدم الإسراف عند الغنى .

5 - يعطي كل ذي حق حقه .

6 - عادل مع كل الناس .

7 - لا يظلم من يكرهه .

8 - لا يساعد في معصية تغضب الله .

9 - لا يغتاب أو يعيب الناس بالقول أو الإشارة .

10 - كلامه كله فيه مخافة من الله .

11 - لا يشمت إن رأى المصيبة قد نزلت بغيره .

12 - لا يفرح إن رأى أحداً على معصية .

13 - خاشع في صلاته مسارع إليها .

14 - يشفي صدور الناس بقوله .

15 - صبره خوف من الله .

16 - سكوته تدبر وتفكر في ملكوت الله .

17- نظره اتعاظ واعتبار .

18 - يجالس للعلماء ؛ ليتعلم منهم ويسكت بينهم ليسلم من الخطأ .

19 - يتكلم لفائدة .

20-إن آذاه الناس عفا عنهم وصبر على أذاهم .

21 - إن ظلمه الناس تحمل وأنصفهم .

التذوق :

(هيهات هيهات) : إطناب بالتكرار فيه تأكيد على استحالة تحقق أماني البشر إلا إذا تحلوا بصفات المؤمنين الحقيقية .

(أهلكَ الناسَ الأمانيّ) : س / م ، تصور الأماني بأمراض خطيرة تُهلك , وسر جمالها التجسيم ، وتوحي بخطورة الأحلام التي لا يساندها العمل الجاد.

(أهلكَ الناسَ الأمانيّ) : أسلوب قصر بتقديم المفعول به (الناس) على الفاعل (الأماني) يفيد التخصيص والتوكيد .

(قول بلا عمل) : إيجاز بحذف المبتدأ للتركيز على معنى الخبر .

(قول - عمل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين) : علاقة هذه الجمل بما قبلها (الأماني) تفصيل بعد إجمال .

(قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين) : محسن بديعي / ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً ؟) : استفهام غرضه التعجب والسخرية وإظهار الدهشة والحيرة من قوة بنيان البعض وضعف العقل مما يثير الأسى على حال الأمة . وجاءت (رجالاً) جمعاً ؛ لتدل على الكثرة .

(لا أرى عقولاً) : س / م ، تصور العقول بشيء مادي يرى , وسر جمالها التجسيم . وجاءت (عقولاً) جمعاً ؛ لتدل على كثرة العقول المغيبة ضعيفة الإيمان ، ويجوز أن تكون كناية عن الفكر التافه الضعيف .

(أرى - لا أري) : محسن بديعي / طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(حسيساً - أنيساً) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(دخل .. - عرفوا .. - أنكروا .. - حرَّموا .. - استَحَلُّوا ..) : إيجاز بحذف المفعول به .

(دخل - خرجوا) ، (عرفوا - أنكروا) ، (حرَّموا - استَحَلُّوا): محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(إنما دين أحدكم لعقة) : أسلوب قصر بـ(إنما) يفيد التأكيد .

(دين أحدكم لعقة) : تشبيه بليغ يصور الدين بطعام يلعقه الإنسان ويزول مذاقه سريعاً ؛ لأن الجسم لم يستفد منه ، وسر جماله : التجسيم ، وفيه توضيح لضعف التأثر بالدين وعدم قوة ورسوخ الإيمان لدى البعض ، ويجوز أن تكون كناية عن ضعف الإيمان .

(سُئِلَ) : بناء الفعل للمجهول فيه إيجاز بحذف الفاعل يثير الذهن.

(أمؤمن أنت يوم الحساب؟) : أسلوب إنشائي طلبي/ استفهام ، غرضه : الاستنكار والتعجب وإظهار الدهشة .

(يوم الحساب) : كناية عن يوم القيامة ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(كذَبَ ومالكِ يومِ الدين) : أسلوب إنشائي غير طلبي / قسم غرضه : التوكيد ولبيان صدقه .

(مالكِ يومِ الدين) : كناية عن الخالق - سبحانه وتعالى - .

(قوةً في دين ، وإيمانًا في يقين) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن

(دين - يقين) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن

(وعلماً في حِلم ، وحِلماً بعلم ، وكيْساً في رفق) : كناية عن التعقل والحكمة .

(وعلماً في حِلم ، وحِلماً بعلم) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن

(علم - حلم) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(وكيْسًا في رفق ، وتحمُّلاً في فاقة ، وقصداً في غنى ، وعطاءً في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة) : ازدواج يعطي جرساً موسيقياً .

(فاقة - غنى) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .

(لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم في مساعدة من يُحِبُّ) : محسن بديعي / مقابلة تبرز المعنى وتوضحه وتقويه بالتضاد .

(لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ، واستخدام الفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار واستحضار الصورة ، والعطف يفيد تعدد وتنوع صفات المؤمن السامية الرائعة .

(لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ) : استخدام أداة النفي (لا) يفيد استمرارية تحلي الإنسان المؤمن بصفات المؤمن الحق لذلك (لا) هنا أجمل من (لم) التي تفيد النفي في الماضي ، ومن (لن) التي تفيد النفي في المستقبل ، وتكرار (لا) يفيد التأكيد على استمرارية تلك الصفات الطيبة السامية عند المؤمن ، وكناية عن تقوى المؤمن وعظمة خلقه.

(يهمزُ - يغمزُ - يلمزُ) ، (يلغو - يلهو): محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(يلهو - يلعب) : إطناب بالترادف يؤكد المعنى .

(بالفجيعة إن نزلت بغيره) : س / م ، تصور الفجيعة بضيف ثقيل ينزل , وسر جمالها التشخيص .

(بالمعصية إذا نزلت بسواه) : س / م ، تصور المعصية بإنسان ينزل , وسر جمالها التشخيص .

(المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(المؤمن في الصلاة خاشعٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (في الصلاة) على الخبر (خاشعٌ) يفيد التخصيص والتوكيد ، واستخدام اسم الفاعل (خاشع) يدل على التجدد والاستمرار .

(وإلى الركوع مسارعٌ) : كناية عن التقوى والورع ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .

(الركوع) : مجاز مرسل عن الصلاة ، علاقته : الجزئية ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز .

(وإلى الركوع مسارعٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور للتأكيد والتخصيص (قولُهُ شفاءٌ) : س / م ، حيث صور قول المؤمن بالدواء الشافي ، وسر جمال الصورة : توضيح أثره الطيب العظيم.

(وسكوتُه فكرةٌ ، ونظره عِبرةٌ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(يسكتٌ - يتكلمُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد . (يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ ، ويتكلمُ ليغنمَ) : محسن بديعي / سجع يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ، والأفعال (ليعلم - ليسلم - ليغنم) تعليل للجمل التي جاءت قبلها .

(يخالطُ - ليعلمَ - يسكتٌ - ليسلمَ - يتكلمُ - ليغنمَ) : استخدام الفعل المضارع هنا بكثرة يفيد التجدد والاستمرار .

(وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل) : ازدواج يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .

(حَلِم - صبر - عَدَل) : عبارات فيها نتيجة لما قبلها .

(ليعلمَ - ليسلمَ - ليغنمَ) : عبارات فيها تعليل لما قبلها .

(جِيرَ عليه عَدَل) : كناية عن إنصافه حتى مع ظالميه ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في ايجاز وتجسيم.

(جِيرَ عليه - عَدَل) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد

س1 : علل : أكثر الخطيب من مطابقاته في خطبته .

جـ : ليوضح الفارق الكبير بين جمال وروعة صفات المؤمن الحق وبين الآخرين من البشر وأيضاً للتوضيح وتأكيد فكرته.

التعليق :

ينتمي هذا النص إلى العصر الأموي وإلى فن الخطابة ، وقد قوي هذا الفن في العصر الأموي وازدهر وتنوعت موضوعاته فوجدنا خطب التأييد للسلطان أو معارضته ، وأخرى للحث على الجهاد أو التبشير بفتح جديد ، علاوة على خطب الوعظ في المساجد والرؤساء في المحافل ، والخلفاء يرغبون ويحذرون . وخطبة الحسن البصري من خطب الوعظ التي تبث القيم والتعاليم الدينية في الناس ، وتأخذ بأيديهم وعقولهم فتستقيم حياتهم .

س1 : ما سمات أسلوب الخطيب ؟

جـ : اتسم أسلوب الإمام الحسن البصري بما يلي :

1 - سهولة العبارة حتى توشك ألا تحتاج إلى شرح مع جزالة اللفظ .

2 - قوة التعبير ، والخلو من الحشو والفضول ، وهذا هو السهل الممتنع الذي يراه الجاهل فيظن أنه يحسن مثله ، فإذا أراد أن يقول مثله فلن يقدر منه على شيء .

3 - وفيها تعبيرات بلغت الذروة في البلاغة والإيجاز (أسمع حسيسا ولا أرى أنيسا) ، (سكوته فكرة ونظره عبرة) ، مع ما يتضمنه من المعنى البديع.

4 - المعاني غزيرة مرتبة ليس فيها غموض ولا خفاء .

5 - الفكر مرتبة متسلسلة.

6 - قلة الصور في خطبته مع براعة في عرض المعاني وتقريبها والإقناع بها .

7 - اعتمد على التناسق اللفظي والتوازن الموسيقى الناتج عن الازدواج ، واستخدم المحسنات البديعية مثل : السجع دون تكلف .

س2 : يتميز أسلوب الحسن البصري بأنه السهل الممتنع . وضح المقصود بكل من (السهل) و(الممتنع) .

جـ : المقصود بأنه أسلوب سهل : وضوح الفكرة ، ويسرها وسهولة إدراكها .

- والمقصود بأنه أسلوب ممتنع : القدرة على تركيز المعنى ، وانتقاء اللفظ ، واختيار الكلمات المعبرة .

س3: ما سمات خطبة الحسن البصري ؟

جـ : سمات خطبة الحسن البصري :

1 - جمال التقسيم . 2 - قصر الجمل وتوازنها .

3 - الاستشهاد بآي القرآن . 4 - صدق اللهجة وحرارة العاطفة

5 - عذوبة اللفظ . 6 - السجع غير المتكلف .

7 - ضرب الأمثال .

ملامح شخصية الخطيب من خلال النص :

فقيه - عالم - عاقل - مُجرِّب - لين الخلق - يقدم مواعظه من خلال خطبه في لين ودون تزيُّد في الكلام .

أسئلة للمناقشة

( هيهاتَ هيهاتَ .... أهلكَ الناسَ الأمانيٌّ : قولٌ بلا عملٍ ، ومعرفةٌ بغير صبرٍ ، وإيمانٌ بلا يقين ، مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً! وأسمع حسيساً ولا أرى أنيساً ! ) .

( أ ) - اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين :

- مرادف (حسيساً) : (إحساساً رقيقاً - غناء ساحراً - صوتاً - كلاماَ) .

- مضاد (صبر) : (ضعف - جزع - تراخٍ - تبلّد) .

- (حسيساً - أنيساً) محسن بديعي نوعه : (طباق - جناس - سجع - حسن تقسيم) .

(ب) - ما سبب هلاك الناس ؟ وما الذي يتعجب منه الخطيب ؟

(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة :

1 - استعارة مكنية - 2 - مجازاً مرسلاً - 3 - إيجازاً ، وقدره - 4 - محسناً بديعياً - 5 - أسلوباً إنشائياً ، وبين غرضه .

(د) - أكمل : النص من فن ................................... ، وموضوعه ..........................................

(دخل القومُ والله ثم خرجوا ، وعرفوا ثم أنكروا ، وحرَّموا ثم استَحَلُّوا إنما دينُ أحدِكم لعقةٌ على لسانه ، إذا سُئِل أمؤمنٌ أنت بيوم الحساب ؟ قال : نعم! كذَبَ ومالكِ يومِ الدين .. )

(أ) ‌- هات مرادف (أنكروا) , ومضاد (حرَّموا) , وجمع (دين) , في جمل من عندك.

(ب) - أين دخل القوم ؟ وماذا عرفوا ؟

(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة : أسلوب قصر - تشبيهاً - محسناً بديعياً - أسلوباً إنشائياً - كناية .

(د) - ما مظاهر ازدهار فن الخطابة في العصر الأموي ؟

(إن من أخلاق المؤمن قوةً في دين ، وإيمانًا في يقين ، وعلمًا في حِلم ، وحِلمًا بعلم ، وكيْساً في رفق ، وتحمُّلاً في فاقة ، وقصداً في غنى ، وعطاءً في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة ، لا يحيفُ على من يُبْغِضُ ، ولا يَأثمُ في مساعدة من يُحِبُّ ، لا يهمزُ ولا يغمزُ ولا يلمزُ ، ولا يغلو ولا يلهو ولا يلعبُ ، ولا يَشْمَتُ بالفجيعة إن نزلت بغيره ، ولا يُسَرُّ بالمعصية إذا نزلت بسواه ).

(أ) ‌- هات مرادف (يقين - يحيف) , ومضاد (يبغض - رفق) , وجمع (الفجيعة - المعصية) , في جمل من عندك.

(ب) - للمؤمن صفات رائعة . وضح .

(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة :

1- ثلاثة محسنات بديعية مختلفة ، وبين سر الجمال فيهم .

2 - أسلوب قصر ، وبين فائدته .

3 - صورة خيالية ، وبين سر جمالها .

(د) - ما أهم سمات أسلوب الخطيب ؟

(المؤمن في الصلاة خاشعٌ ، وإلى الركوع مسارعٌ ، قولُه شفاءٌ ، وصبرُه تُقى ، وسكوتُه فكرةٌ ، ونَظَرُهُ عِبرةٌ ، يخالطُ العلماءَ ليعلمَ ، ويسكتٌ بينهم ليسلمَ ، ويتكلمُ ليغنمَ ، وإن سَفِه عليه حَلِم ، وإن ظُلِم صبر ، وإن جِيرَ عليه عَدَل ) .

(أ) - هات من الفقر ة كلمة بمعنى (متضرع - يربح) ، وكلمة مضادها (أنصف - فجور) .

(ب) - بمَ يتصف المؤمن في : صلاته - ركوعه - قوله - سكوته - نظره ؟ وماذا يفعل إن ظُلِم ؟

(جـ) - الإيقاع الموسيقي قوي في الفقرة السابقة . علل .

(د) - استخرج من الفقرة السابقة : كناية - طباقاً - سجعاً .

(هـ) - للخطابة في العصر الأموي خصائص فنية . وضحها .



----

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق